ياكيني.. أسطورة نيجيرية قتلتها أطماع عائلية وأمراض نفسية

الأحد 21 أكتوبر 2018 04:10 ص

بعد مرور 6 سنوات، تظل وفاة أسطورة كرة القدم النيجيري "راشيدي ياكيني"، لغز يحير الجميع، وهو الذي غيبه الموت عن عمر صغير وهو 48 سنة.

ولد في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1963، بقرية أوفا بولاية كوارو النيجيرية، وبدأ حياته الكروية كجامع للكرات، وكان نادي يونايتد نيجيريان تكسيلنز أول محطاته الكروية عام 1982، وانتقل في العام التالي لشوتنج ستارز الأشهر بين الأندية النيجيرية، وظل معه حتى عام 1984، ليرحل لنادي إيبولا بايز، الذي دافع عن ألوانه حتى عام 1987.

وحتى جاء عام 1988، وهو الذي انطلق فيه "ياكيني" خارج حدود الوطن، وخاض أول تجربة احترافية له في صفوف أفريكا سبورت الإيفواري، واستمر معه حتى عام 1990، الذي انطلق فيه إلى القارة العجوز، حيث صال وجال، وعاش أفضل أيام حياته الكروية في صفوف فيتوريا سيتوبإل البرتغالي وقضى معه 4 أعوام، لعب خلالها مع الفريق 108 مباريات، سجل فيها 90 هدفًا، وفاز بجائزة الأفضل في إفريقيا في موسمه الثالث عام 1993.

وفي عام 1995 انتقل العملاق النيجيري إلى أوليمبياكوس اليوناني، لكن لم تنجح التجربة، حيث لم يشارك معه إلا في 4 مباريات، زار الشباك خلالها مرتين فقط، ليرحل في العام التالي نحو نادي سبورتنج خيخون في إسبانيا لمدة موسمين، شارك خلالهما في 14 مباراة دون أن يسجل أي هدف، في تجربة أشبه بسابقتها.

وعاد "ياكيني" إلى فيتوريا سيتوبال، وسجل 3 أهداف خلال 14 مباراة، ثم يحط الرحال مع زيورخ السويسري، حيث قضي موسمًا ناجحًا، سجل فيه 14 هدفًا في 28 مباراة، وهي محطته الأخيرة في أوروبا. 

وبعمر 35 عامًا، أيقن الأسطورة النيجيرية أنه حان الوقت للعودة لقارته الأم، لينضم إلى البنزرتي التونسي عام 1998، ثم اتجه لآسيا عبر بوابة الشباب السعودي، ثم خاض تجربته الثانية مع أفريكا سبورت الإيفواري حتي 2002، ثم انضم لنادي جوليوس بيرجر، واستمر معه حتى عام 2005، ثم اختتم حياته الكروية بنادي جيتواي إبيكوتا، وهو نادٍ نيجيري، لكن في درجة أدنى، بعمر 43 عامًا.

ومع منتخب النسور الخضراء، شارك "ياكينى" في 58 مباراة دولية، خلال ثلاثة عشر عامًا، وتوج بكأس الأمم الأفريقية 1994، كما شارك في كأس العالم مرتين 1994 و1998، وهو الهداف التاريخي للمنتخب النيجيري حتى الآن برصيد 37 هدفا.

وعرف عن "ياكيني" تدينه الشديد والتزامه بتعاليم الدين الإسلامي، حيث كان يذهب إلى المسجد بعد انتهاء التدريبات طيلة مسيرته الكروية، كما عرف عنه تواضعه وعدم حبه وسائل الإعلام، وهو ما جعله يعيش بعيدًا عن الأضواء بعد إعلانه الاعتزال.

ويعتقد البعض أن "ياكيني" أصيب بمرض الارتياب إزاء مسألة الأموال، وكان يعتقد أن كل من حوله يريد الاستيلاء على أمواله.

وكانت البداية عام 1980 عندما كان يلعب في صفوف فريق أفريقيا سبورتس الإيفواري، وكان يعتاد حينها على الاحتفاظ بنقوده في المنزل الذي كان يتشاركه مع أحد أصدقائه المقربين، وفي نهاية الموسم وجد أن صديقه استولى على نصف أمواله وبعد فترة وجيزة انتقل صديقه للعيش في مكان أفضل ومعه سيارة جديدة.

لم يكن هناك أصدقاء مقربون من "ياكيني" على الإطلاق، بل إن الأمر امتد لدرجة أنه لم يكن يسمح بأن يقترب منه فرد من عائلته، وشهود من الجيران يؤكدون أن أخًا صغيرًا له جاء لزيارته فتركه في الخارج دون أن يسمح له بالدخول، تكرر الأمر مع سيدة يبدو أنها أخته وكانت في حالة مادية متردية لكنه رفض استقبالها.

وقبل عام من وفاة "ياكيني" تداول إعلاميًا تشخيص حالته باضطراب ثنائي القطبية، إذ يتأرجح المصاب بين حالات من الرضا والسعادة وحالات أخرى من الكآبة الشديدة، كما أنه كان يتجول حول بيته بسروال غير رياضي قصير، بل إن أحدهم زعم أنه رآه يقضي حاجته في الشارع.

وقال بعض جيران "ياكيني" أن أفرادًا من عائلته هم الذين اقتادوه بعيدًا عن منزله بدعوى أنه يحتاج للعلاج، وكان يبكي ويتوسل أن يتركوه لكنهم قيدوه وأخذوه بعيدًا ولم يعد إلى بيته أبدًا حتى تم إعلان وفاته.

فهل قرر أفراد من أسرة "ياكيني" أن يقتلوه مستغلين بعض المشاكل النفسية التي عانى منها ليحصلوا على أمواله؟ سؤال لا يجد أحد إجابة واضحة له حتى الآن، لتظل وفاته مثيرة للجدل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ياكيني نيجيريا اكتئاب الشباب السعودي