الغارديان: كيف حصلت تركيا على تسجيلات مقتل خاشقجي.. 4 احتمالات

الاثنين 22 أكتوبر 2018 12:10 م

كيف حصلت الاستخبارات التركية على تسجيلات تثبت مقتل الصحفي والكاتب السعودي "جمال خاشقجي" بعد تعذيبه ثم تقطيع جثته؟.. كان هذا هو التساؤل الذي حاولت صحيفة "الغارديان" البريطانية، البحث عن إجابات به، باعتبار أن تلك التسجيلات هي الدليل الأكثر إدانة للسعودية، والأكثر خطورة على مستقبل ولي العهد "محمد بن سلمان"، بل والمنطقة بالكامل، نظرا لتبعاته السياسية المتوقعة.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير، أنه بينما كان الصحفي السعودي الراحل داخل القنصلية السعودية، وقبل لحظاته الأخيرة أثناء تعامله مع قاتليه، لم يدر هؤلاء القتلة أن ما حدث سيستمع إليه مسؤولو استخبارات أتراك، ويحتفظون به كدليل شديد الأهمية، لم يفرجوا عنه بعد، بحسب ما ترجمته "عربي بوست".

ووضعت الصحيفة البريطانية مجموعة من الفرضيات بشأن كيفية تمكن وكالة الاستخبارات التركية من الحصول على التسجيل.

وقالت: "تتراوح السيناريوهات من جهاز تسجيل صغير وُضِع داخل القنصلية نفسها، إلى ميكروفون مُوجَّه كان مُركَّزاً على المبنى من الخارج، وكلاهما ضمن قدرات تركيا التقنية".

وأضافت: "هناك احتمال آخر، يتداول في تركيا وفي أماكن أخرى، يفيد بأن بعض أعضاء فريق الاغتيال السعودي سجلوا عملية الاختطاف والقتل على هواتفهم كدليل على نجاح العملية من أجل الحصول على المكافأة، أو لإفشاء تلك التسجيلات عندما يصلون إلى وطنهم السعودية، وأن تلك التسجيلات إما تم اعتراضها وقت تسجيلها الفعلي، أو استُرِدَّت من ذاكرة أحد هواتف القتلة".

وتابعت الصحيفة: "بغض النظر عن الطريقة، فقد حصل المسؤولون الأتراك سريعاً على تسجيلٍ صوتي لجريمة قتل صارخة ووحشية حدثت داخل جدران القنصلية السعودية، وأصبحت منذ ذلك الحين حجر الأساس في القضية ضد المملكة السعودية".

وأشارت "الغارديان" إلى أن المسؤولين الأتراك يقولون إنّ التسجيل الصوتي يظهر مقتل جمال خاشقجي خلال دقائق مروعة تعرض فيها أولا إلى التعذيب، ثم تشويه أعضائه، وبعد ذلك حقنه بمادة مُخدرة، ثم تمزيق جثته إلى أشلاء في نهاية المطاف.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد ثلاثة أيام من اختفاء "خاشقجي"، اجتمعت القيادة التركية والرئيس "رجب طيب أردوغان" في أنقرة لتلقي موجزٍ معلوماتي من رئيس جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" وكبار الضباط.

وقد أخبروا الرئيس التركي أن "خاشقجي" قد ذُبح وقدموا له دليلا دامغا على ذلك.

ويقول مسؤولون أتراك رفيعو المستوى إن صدمة "أردوغان" سرعان ما تحولت إلى غضب، إذ طالب "فيدان" وآخرين في الاجتماع باستدعاء السعوديين، وإطلاعهم على بعض ما توصلوا إليه من معلومات.

وتقول الصحيفة البريطانية: بعد عشرة أيام من الضجة الإعلامية الغاضبة، أرسل العاهل السعودي الملك سلمان -الذي انفصل إلى حدٍ كبير عن إدارة شؤون بلاده منذ أن عيّن ابنه خليفةً له قبل 16 شهراً- الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة الذي يُعد واحداً من أكثر مبعوثيه الموثوقين، إلى أنقرة للقاء أردوغان، وهي خطوة فُسّرت على نطاقٍ واسع بأنَّ الحارس القديم المُهمّش قد أعيد أستدعاؤه لتنظيف فوضى ولي العهد المتهور.

وقال مسؤول تركي: "هذه هي الطريقة التي اعتادوا إدارة الأعمال بها. إرسال شخصية حكيمة للتعامل مع الأمر"، وسرعان ما أصدرت الرياض تصريحاتٍ تتحدث فيها عن علاقات الإخاء والصداقة بين الحليفتين الإقليميتين.

لكن لم تكن الأمور تسير على ما يرام من وراء الكواليس، على الأقل بالنسبة للمملكة السعودية.

ونقلت "الغارديان" عن مصدر تركي قوله إن "خالد الفيصل كان يتوسل إلينا حرفياً طلباً للمساعدة.

وأضاف: "لقد كانوا حقاً يائسين".

وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين الأتراك يبحثون الآن في غابات إسطنبول عن رفات "خاشقجي"، ويتوقعون إغلاق قضيتهم قريباً.

وفي الوقت نفسه، يواصل قادة البلد تقييم خياراتهم. إذ أنهم لم يفرجوا بعد عن أدلة التجريم الأكثر إدانة ضد السعودية في القضية، وخاصةً التسجيلات.

واعتبرت أن القيام بذلك قد يتسبب في عواقب مدمرة قد تؤثر على الأمن الإقليمي.

وأضافت: يبدو أن ترمب في واشنطن يشعر أن مصالحه ومصالح عميلته في المنطقة ربما تكون محمية إذا سحبت الأحداث بعيداً عن حافة الهاوية.

واختتم التقرير بتصريح من دبلوماسي إقليمي رفيع المستوى (لم يذكر اسمه) قال: "سنرى ما سيحدث حيال ذلك. من الإنصاف القول إنَّ النظام العالمي مات هنا جنباً إلى جنب مع خاشقجي.. أنا أشعر بالفزع مما سيحدث بعد ذلك".

المصدر | الخليج الجديد + عربي بوست

  كلمات مفتاحية

تركيا الغارديان جمال خاشقجي مقتل خاشقجي الاستخبارات التركية تسجيلات