هآرتس: ترامب في ورطة ويرى علاقة بن سلمان وكوشنر عقبة

الاثنين 22 أكتوبر 2018 06:10 ص

بعد ستة أيام من اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، حاول الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التقليل من شأن الأزمة ، قائلا: "آمل أن تؤدي إلى تسوية نفسها".

لكن ذلك لم يحدث، ففي 10 أكتوبر/تشرين الأول، وسط غضب متزايد، صرّح "جاريد كوشنر"، صهر "ترامب" ومستشار الأمن القومي "جون بولتون" بأنهما ضغطا على ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، فيما وصفه أحد المسؤولين الأمريكيين بأنه مكالمة هاتفية "صارمة" لتحديد المسؤول عن اختفاء "خاشقجي" أو وفاته.

وقال مسؤول كبير في الإدارة لرويترز إن "كوشنر" الذي أقام علاقة شخصية وثيقة مع ولي العهد حث "ترامب" على العمل بحذر لتفادي توتر علاقة استراتيجية واقتصادية حاسمة.

وشارك "كوشنر" بشدة في جعل السعودية، أول جولة خارجية لـ"ترامب" كرئيس للولايات المتحدة العام الماضي.

ومع تزايد سلبية "ترامب" تجاه السعوديين، فإنه يرى علاقة "كوشنر" مع "بن سلمان" بأنها عائق، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست السبت.

وبحسب التقرير فإن "ترامب" تجهم بسبب علاقة "كوشنر" الوثيقة مع "بن سلمان" ويعتقد أن العلاقة لم تترك أمام البيت الأبيض خيارات جيدة.

وفي مقابلة هاتفية مع الصحيفة، قال "ترامب" "إنهما شابان.. جاريد لا يعرفه جيدا أو أي شيء. هما مجرد اثنان من الشباب في نفس العمر، إنهم يعجبان ببعضهما".

و"كوشنر" هو مستشار خاص لـ"ترامب" ومسؤول عن مفاوضات سلام الشرق الأوسط مع (إسرائيل) والفلسطينيين.

وبحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن"، الأربعاء الماضي، فإن مسؤولي الإدارة أعربوا عن قلقهم بشأن اتصالاته مع "بن سلمان" على القنوات الخاصة، بما في ذلك من خلال خدمة الرسائل النصية "واتس آب".

كما تشكك الإدارة في قيمة العلاقة الأمريكية مع "بن سلمان" لأن "تعامل" السعودية مع تداعيات موت "خاشقجي" شوه صورة ولي العهد في نظر الإدارة.

وبدا أن "ترامب" يفترض حسن النية في السعودية، بحديثه عن "القتلة المارقين" محملا إياهم مسؤولية قتل الكاتب السعودي وانتقاده وجهة النظر المتنامية بأن هذه كانت حالة قتل نفذتها الدولة.

ثم غير لهجته مرة أخرى، مما أثار احتمال فرض عقوبات ضد الرياض.

لكن عندما اعترفت المملكة في النهاية يوم السبت بأن "خاشقجي"، قُتل في "شجار" داخل القنصلية، قال "ترامب" إن التفسير الرسمي كان "موثوقا به" بينما عبر المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون عن غضبهم وتشككهم في هذه الرواية.

في وقت لاحق يوم السبت، عندما سئل خلال رحلة إلى نيفادا إذا كان مقتنعا أن المسؤولين السعوديين قد تبرؤوا من وفاة "خاشقجي"، قال "ترامب": "أنا لست راضيا حتى نجد الإجابة. ولكنها كانت خطوة أولى كبيرة، كانت خطوة أولى جيدة ، لكنني أريد الوصول إلى الإجابة".

وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، قال "ترامب" "من الواضح أنه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب".

وتراوحت تعليقات "ترامب" حول حادثة "خاشقجي" في الأيام الأخيرة من تهديد المملكة بعواقب "بالغة القسوة" والتحذير من العقوبات الاقتصادية، إلى تصريحات أكثر تصالحية، بالنظر إلى دور السعودية كحليف للولايات المتحدة ضد إيران والمسلحين الإسلاميين، فضلا عن كونها المشتري الرئيسي للأسلحة الأمريكية.

وخلال الأسبوعين الماضيين، تحدث "ترامب" في بعض الأحيان عن معاقبة السعودية لكنه بدا مترددا في ملاحقة حليف اقتصادي وأمني مقرب في الشرق الأوسط، وهو لاعب رئيسي في ضمان استقرار أسواق النفط العالمية، وعميل كبير صفقات الأسلحة التي يقول إنها "هائلة".

"ترامب" في مأزق

وقال "آرون ديفيد ميلر"، مستشار سابق في الشرق الأوسط للإدارات الديمقراطية والجمهوريّة "لقد وضع ترامب نفسه في مأزق"، "سيكون عليه اتخاذ نوع من العمل".

لكن وراء الكواليس، سارع مساعدو "ترامب" إلى صياغة رد فعل، خاصة مع نمو الاحتجاج من الحزبين.

وبعد نشر خبر اختفاء "خاشقجي"، أوضح مساعد رئيس هيئة الأركان في البيت الأبيض "جون كيلي" أن القضية لن تكون بسيطة، بحسب ما قال اثنان من كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

ومع ظهور مزاعم قاتمة من تركيا بشأن وفاة "خاشقجي" وتمسك السعوديون بنفيهم، شعر "ترامب" بضغط من الديمقراطيين في الكونغرس وبعض جمهورييه.

واتهم السيناتور الأمريكي "ليندسي غراهام" معاوني "بن سلمان" بقتل "خاشقجي" ووصف الأمر بأنه "ضربة مدمرة" تهدد العلاقات مع الولايات المتحدة.

عندما خرجت الرياض بروايتها الرسمية غرد "غراهام" سريعا بأنه "يشكك في الرواية السعودية الجديدة".

وسعى "ترامب" إلى تبرير رده الخافت بالإشارة إلى أن الحادث وقع في تركيا وأن "خاشقجي" وهو مقيم في الولايات المتحدة وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست"، بأنه "ليس مواطنا أمريكيا".

واتهم معارضي "ترامب" بمحاولة إعطاء السعوديين غطاء دبلوماسيا واقتناص الوقت لنشر قصتهم وتأكيدها، وهو ما نفاه مساعدون لـ"ترامب".

وفي نفس الوقت، أكد "بيتر نافارو" رئيس التجارة في البيت الأبيض ومهندس سياسة "Buy American" لتخفيف القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة الأجنبية على أهمية صفقات الأسلحة السعودية وتداعياتها على الوظائف في الولايات المتحدة.

وأعلن ترامب مرارا وتكرارا عن صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار أعلنها خلال زيارته للسعودية العام الماضي ، وأصر على أن الأمر يمس نحو 500 ألف وظيفة في الولايات المتحدة. واعتبر خبراء أن أرقام المبيعات والوظائف مبالغ فيها إلى حد كبير.

وأثار بعض مساعدي "ترامب" شكوكا حول مدى صحة تسريبات الحكومة التركية عما حدث لـ"خاشقجي".

ولكن مع مرور الأيام واستمرار ظهور الأدلة في مقتل "خاشقجي"، بدأت وجهة نظر "ترامب" في التحول، حسبما قال مسؤولون في البيت الأبيض.

وأمر وزير خارجيته "مايك بومبيو" بزيارة الرياض لإجراء محادثات في منتصف الأسبوع الماضي، ثم اطلع عليه في البيت الأبيض يوم الخميس.

وانتقد البعض "بومبيو" لظهوره وكأنه يجري محاكمة بطريقة احتفالية مع "بن سلمان"، مما قلل من شدة رسالة الولايات المتحدة.

لكن أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض رد قائلا: "بومبيو أخبر العائلة المالكة السعودية بأنها تحتاج إلى إعطائنا بعض المعلومات قريبا، فالناس لن يسمحوا لها بالقيام بذلك".

وفي حديثه للصحفيين خلال رحلة إلى أريزونا يوم الجمعة ، قال "ترامب" إنه مستعد "للاستماع إلى ما يقوله الكونغرس" بشأن الإجراءات التي يتعين اتخاذها في قضية "خاشقجي"، لكنه أوضح أنه يريد الاستمرار في حماية العقود الدفاعية التي تعتمد عليها الوظائف بالولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

أمريكا بن سلمان كوشنر ترامب خاشقجي السعودية