جندوزي.. موهبة فرنسية من أصول عربية توهجت مع أرسنال

الاثنين 22 أكتوبر 2018 07:10 ص

يعيش أرسنال وجماهيره حالة الرضا والسعادة، في بداية الموسم الكروي الجديد 2018-2019، بعدما قاده المدرب الجديد، الإسباني "أوناي إيمري"، لتحقيق 6 انتصارات متتالية بعد هزيمتين في الجولتين الأولى والثانية، من الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ"، ليحتل الفريق المركز الرابع برصيد 18 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن متصدر الترتيب.

وتبدو جماهير أرسنال واثقة في إمكانيات لاعبيها، حيث ظهر هؤلاء اللاعبون أكثر رغبة في تقديم موسم جيد بعد الإخفاق المهول مع المدرب الفرنسي "آرسين فينغر" خلال الموسمين الماضيين.

ومن جانبه أبدى أسطورة أرسنال، الإنجليزي "إيان رايت"، إعجابه بأداء وروح لاعبي الغنرز، واختص في تصريحه الذي نشره موقع "تليغراف"، لاعبًا معينًا بالمديح حتى وصفه بالبطل، هو الفرنسي صاحب الأصول المغربية "ماثيو جندوزي".

كما أشاد قائد منتخب إنجلترا السابق، "مارتن كيون" بشجاعة ونضج اللاعب صاحب الـ19 عاماً، والذي ولد عام 1999 في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية لأب يحمل الجنسية المغربية.

وبدأ "جندوزي" مشواره مع كرة القدم عام 2005 في أكاديمية باريس سان جيرمان، وظل يتدرج بالفئات العمرية حتى أتم عامه الخامس عشر في 2014، حينها طلب الرحيل بعد أن تأخر انضمامه رسميًا من الأكاديمية لناشئي النادي، ليوافق المسؤولون في باريس على رحيله قبل أن يحاولوا بعد أربع سنوات فقط استعادته مجددًا دون جدوى.

وانتقل "جندوزي" إلى أكاديمية نادي لوريان، الذي قال رئيسه "لوك فيري" عنه إنه كان معجبًا بثقته وبشخصيته القيادية، وهو الأمر الذي جعل مدربي الأكاديمية يعتمدون عليه في قيادة زملائه داخل الملعب والتحكم في أسلوب اللعب، وكلما تم تصعيده لفئة عمرية أكبر برزت إمكانية الصغير بين أقرانه ونجح في فرض شخصيته.

ولأول مرة في تاريخه انتدب نادي لوريان لاعب من الأكاديمية ليلعب مباشرة في الفريق الأول تحت ولاية المدرب "سلفيان ريبول".

ويتذكره مدربه "ريبول" بثلاثة أمور، أولًا هو الهوس بكرة القدم حيث لا يكف "جندوزي" أبدًا عن اللعب والتدريب، وثانيًا التأكيد على شخصيته الكبيرة التي تمثلت في ميوله نحو القرارات الصعبة المؤثرة وتوجيهه لزملائه وهو لا يزال ابن السابعة عشر، وثالثًا هو طباعه العنيدة.

وانتقل "جندوزي" من لوريان إلى أرسنال، صيف 2018، ومنذ أن ظهر "سيسك فابريجاس" للمرة الأولى بقميص أرسنال، لا يوجد سوى لاعبين فقط تحت العشرين عام تمكنا من حجز مقعد أساسي بتشكيل الفريق اللندني بالمباريات الأربعة الأولى من "بريمرليغ"، أحدهما هو اللاعب صاحب الأصول المغربية.

وكل ما يحتاجه "جندوزي" هو أن ينال الثقة من المدرب ويتم إلقاؤه إلى التحديات، ولذلك فعندما وجد تلك الثقة والإيمان بقدراته من مدربي منتخبات فرنسا للناشئين والشباب لم يسبب أي مشكلات.

وتقول صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن أندية بورسيا دورتموند الألماني، باريس سان جيرمان الفرنسي، توتنهام الإنجليزي، بالإضافة إلى يوفنتوس الإيطالي، كانت جميعًا مهتمة بالحصول على خدمات "جندوزي"، لكن الأرسنال حسم الصفقة في النهاية بسبب رغبة اللاعب الشاب في الانضمام للنادي الذي يشجعه منذ طفولته.

ويلعب "جندوزي" في مركز صانع الألعاب المتأخر، ويمتلك كل ما قد يحتاجه اللاعب لتأدية ذلك الدور من دقة التمرير، والرؤية الجيدة للملعب، والقدرة على التصرف السريع والسليم بالكرة، بالإضافة إلى سرعة البديهة والتحكم برتم الهجمات.

وكان "جندوزي" يمتلك دقة تمرير 91% إبان فترته مع لوريان، وبالرغم من الفارق الشاسع في الأجواء التنافسية بين الدوري الإنجليزي ودوري الدرجة الثانية الفرنسي، إلا أنه حافظ تقريبًا على تلك النسبة محققًا مع أرسنال 90.4%.

ويجيد "جندوزي" استخلاص الكرة وعرقلة تقدم الخصوم، فقد نجح خلال مباراتي السيتي وتشيلسي في استخلاص الكرة 16 مرة بنجاح، وهو يعد رقمًا كبيرًا خصوصًا عند النظر لإمكانيات الخصوم، لكن في المقابل يعيبه في بعض الأحيان سوء التمركز والتوقع الذي قد يتسبب في فتح ثغرة يتمكن خلالها الخصم من ضرب أرسنال.

وأكدت صحيفة "الميرور" البريطانية على رغبة مدرب منتخب المغرب، الفرنسي "هيرفي رينارد" باستقطاب "جندوزي" لتمثيل أسود أطلس.

وسيحاول "رينارد" إقناع "جندوزي" بأن فرصه في المشاركة مع المغرب أكبر من فرنسا، خصوصًا في ظل امتلاك الأخير "بوجبا"، "كانتي"، "ماتويدي"، "توليسو"، وهو الأمر الذي دفع لاعب وسط فالنسيا "جيوفري كوندوبيا" لاختيار تمثيل منتخب أفريقيا الوسطى بعد أن يئس من عدم استدعاء المدرب الفرنسي "ديديه ديشان" له.

وسعى المسئولون المغربيون للتواصل مع والده، وانتشرت أخبار عن دعوته لزيارة الرباط ومشاهدة إحدى مباريات المنتخب الوطني، لكن الوالد لا يريد التدخل في قرار ابنه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جندوزي أرسنال رينارد المغرب