وصل وفد من المفتشين الأتراك المجهزين بسيارات الأدلة الجنائية وخبراء مكافحة الإرهاب إلى المرآب الخاص في منطقة سلطان غازي، والذي عثر بداخله على سيارة دبلوماسية تابعة للقنصلية السعودية بإسطنبول.

وقال شهود عيان إن الشرطة التركية أغلقت محيط المرآب، وباشرت بوضع حواجز البحث الجنائي، مما قد يدل على أن المفتشين الأتراك سيشرعون بتفتيش تلك السيارة التي وجدت مركونة داخل المرآب، وبداخلها ثلاث حقائب مشبوهة.

وكانت الشرطة قد سبق لها الوصول إلى المكان، الإثنين، لكنها لم تباشر تفتيش السيارة، لعدم حصولها على إذن من السلطات السعودية، حيث إن السيارة دبلوماسية ولها حصانة تمنع تفتيشها دون إذن سلطات بلادها.

وتحمل السيارة لوحة التسجيل الدبلوماسية (34 CC 2665).

وكانت صحيفة "حريت" التركية قد نقلت عن موظف بالمرآب قوله إن أحد الملحقين بالقنصلية قاد السيارة وركنها بالمرآب وخرج، قبل أن يعود إليها بسيارة أخرى، لينقل إليها ثلاثة حقائب، ثم ينصرف مجددا.

لكن، أثناء تفريغ الحقائب بصندوق السيارة المرسيدس، سقط "قناع" على الأرض، فما كان من الملحق السعودي إلا أن أخذه ووضعه في سلة المهملات، قبل أن يغادر المرآب بالسيارة الـBMW

وكان الموظف مرتابا للغاية بهذا القناع، بحسب "حرييت"، ولذا أخذه وعرضه على طبيب.

وأكد الطبيب أن هذا النوع من الأقنعة يستخدم من قبل أولئك الذين يعملون مع المواد الكيميائية الثقيلة، ما أصاب موظف المرآب بالفزع ودفعه لإلقائه بعيدا على الفور.

وبقيت السيارة المرسيدس في المرآب مع الحقائب الثلاث المشبوهة في صندوقها، فضلا عن علبة لهاتف آيفون وغلاية، يمكن رؤيتهما في مقعدها الخلفي.

وتعهد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في كلمته، الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، باستمرار التحقيقات في قضية "خاشقجي" للوصول إلى كافة تفاصيل الحقيقة، وطالب السعودية بالتعاون أكثر مع تركيا، ومحاسبة من تورط بالجريمة "من أعلى إلى أسفل"، بدلا من تحميل الأمر لعدد من منتسبي الأمن والمخابرات.