تعهد نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس"، الثلاثاء، بالضغط على السعودية، للحصول على أجوبة بشأن مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، في أعقاب تأكيد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بأن اغتياله في قنصلية المملكة بإسطنبول "تم التخطيط لها بدقة".

وقال "بنس"، لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "العالم يراقب.. الشعب الأمريكي يريد أجوبة وسنطالب بالحصول على هذه الأجوبة".

وأضاف: "تصريحات الرئيس أردوغان صباح اليوم بأن هذه الجريمة الوحشية تمت عن عمد وتم التخطيط لها قبل أيام، تناقض التأكيدات التي أطلقتها السعودية سابقاً"، متابعا: "هناك تصميم لإدارتنا على معرفة حقيقة ما حدث".

ووصف "بنس"، مقتل "خاشقجي"، بأنه "اعتداء على الصحافة الحرة والمستقلة"، مشددا على أن الإدارة الأمريكية "مصممة على استخدام جميع السبل المتوافرة لنا للوصول إلى الحقيقة".

وختم حديثه بالقول: "سنطالب بمحاسبة المسؤولين، وعندما تصبح كل الحقائق لدينا سيتخذ الرئيس (دونالد) ترامب، قراراً يستند إلى قيم الشعب الأمريكي ومصالحنا القوية الحيوية".

والإثنين، أعرب "ترامب" عن استيائه من احتمالية ضلوع العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" وولي عهده الأمير "محمد بن سلمان" في مقتل "خاشقجي" واصفا عملية الاغتيال بأنها "حمقاء وغبية وجاءت نتيحة مؤامرة فاشلة".

كما سبق أن قال إنه غير راض عن تفسيرات السعودية لمقتل "خاشقجي"، إلا أنه عاد وقال إنه "لا يريد أيضا خسارة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة".

وأقرت الرياض، فجر السبت، بمقتل "خاشقجي" داخل مقر قنصليتها في إسطنبول، إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وأعلنت توقيف 18 شخصا، كلهم سعوديون.

ولم توضح مكان جثمان "خاشقجي" الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.

غير أن تلك الرواية الرسمية، تناقضت مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وتحدثت صحف غربية وتركية عن مقتل "خاشقجي" بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير.

وتعهد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في كلمته، الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، باستمرار التحقيقات في قضية "خاشقجي" للوصول إلى كافة تفاصيل الحقيقة.

كما طالب السعودية بالتعاون أكثر مع تركيا، ومحاسبة من تورط بالجريمة "من أعلى إلى أسفل"، بدلا من تحميل الأمر لعدد من منتسبي الأمن والمخابرات.