أولت الصحافة الألمانية، اهتمامًا كبيرًا بتصريحات الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، حول مقتل الصحفي والكاتب السعودي، "جمال خاشقجي"، والتي كشف عنها في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية (الحاكم)، الثلاثاء.

بعض الصحف الألمانية في أعدادها الصادرة، الأربعاء، تناولت تصريحات "أردوغان" في عناوينها الرئيسية، والبعض الآخر خصص مساحات واسعة لتلك التصريحات في صدر صفحاتها.

صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، استعرضت كلمة "أردوغان" في عنوان رئيس لها، قالت فيه "أردوغان: خاشقجي راح ضحية جريمة مخطط لها".

وذكر الخبر في سياقه أن "أردوغان" طلب من الرياض كشف ملابسات الحادث، مشددة على أن تصريحات السعودية بشأن مقتل "خاشقجي" لم تكن مقنعة، وأن "أردوغان" أعرب عن عدم قبوله لها.

أما صحيفة "فرانكفورتر روندشاو"، فقد خصصت للتصريحات ذاتها مساحة واسعة في خبر تصدر صفحتها الأولى، موضحة أن "أردوغان" طلب من السعودية توضيح ملابسات عملية القتل، وأن الجريمة تعتبر معقدة.

الخبر ذكر أن "أردوغان" يعتبر الرياض مسؤولة عن الجريمة، وأنه أكد في تصريحاته أن كافة الأدلة التي تم التوصل إليها في إطار تحقيقات القضية تؤكد أن العمل كان مدبرًا له.

بدورها استخدمت صحيفة "تاغ شبيغل" في خبر نشرته بصفحتها الأولى، العبارة التي رددها "أردوغان" في تصريحاته وهي أن "الجريمة كان مخططًا لها"، مشيرة أن الرجل في كلمته أعرب عن ثقته بالعاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبد العزيز"، وهو ما لم يفعله بالنسبة لولي العهد، "محمد بن سلمان".

في السياق ذاته تطرقت صحيفة "بيلد" في خبر لها إلى تصريحات "أردوغان"، مشيرة إلى مطلبه الخاص بمحاكمة المتورطين في الجريمة أمام المحاكم التركية، بما في ذلك من أعطى أوامر قتل "خاشقجي".

صحيفة "تاز" نشرت خبرًا حول تصريحات الرئيس التركي، تحت عنوان "الجريمة المفزعة"، أوضحت فيها مطلب "أردوغان" الخاص بمحاكمة مرتكبي الجريمة في تركيا.

من جانبها ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" المعروفة بأخبارها الاقتصادية، أن "أردوغان وصف جريمة قتل "خاشقجي" بالوحشية، مشيرة إلى أن اختيار يوم الثلاثاء للكشف عن تلك التصريحات من المحتمل الهدف منه أن يتزامن مع انطلاق مؤتمر المستثمرين "دافوس الصحراء" في الرياض.

ولفتت الصحيفة إلى أن "أردوغان" بهذه التصريحات زاد من ضغوطه على النظام في السعودية، من خلال كشفه عن أدلة جديدة بخصوص الجريمة.

صحيفة "دويتش فيله" تناولت الموضوع في خبر عنونته بـ"أردوغان: الجريمة وحشية"، مشيرة إلى تأكيد الرئيس التركي الخاص بامتلاك بلاده أدلة قوية على أن الجريمة كان مخططًا لها.

وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل "خاشقجي"، داخل قنصليتها بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان "خاشقجي".

غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات "أحمد عسيري"، والمستشار بالديوان الملكي، "سعود بن عبد الله القحطاني"، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد "محمد بن سلمان"، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.