قطر والإمارات في منافسة خفية لتعزيز قدراتهما السيبرانية

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 01:10 ص

في معركة الحرب السيبرانية بين الإمارات وقطر، يتنافس البلدان عبر مجموعة من المقاولين الأجانب.

وكانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة في الخليج تؤسس بنية حديثة للهجوم الإلكتروني، وهي تتطلع حاليا إلى تحسينها، وتواصل الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني (نيسا)، التي تعادل وكالة الأمن القومي في الإمارات، وتعد موطنا لمعظم اعتراضات البلاد وهجماتها الإلكترونية، خططها للتوسع.

وفي الشهر الماضي، تم تغيير اسم الهيئة إلى "وكالة استخبارات الإشارات"؛ وقد شرعت مؤخرا في حملة واسعة من التوظيف بين الشباب الإماراتي.

وكشفت دورية "إنتليجنس أونلاين"، أنه تم إعداد العقد الإلكتروني للهيئة من قبل الشركة الأمريكية الإسرائيلية "فيرينت" في عام 2017.

ومع ذلك، استخدمت أبوظبي عددا من الشركات الأخرى في الماضي، بما في ذلك مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، التي تُعرف الآن باسم "كيو للتكنولوجيا السيبرانية"، كما كشفت وثائق تم تسريبها في العام الماضي.

وطلب قادة الأمن في أبوظبي، بقيادة "خالد بن محمد آل نهيان"، ابن ولي العهد "محمد بن زايد آل نهيان"، من "إن إس أو"، اعتراض أرقام هواتف مسؤولين سعوديين وقطريين.

وفي حين لم تقم "إن إس أو" بتوقيع عقد مع الهيئة، فقد حصلت شركة فرعية لها تسمى "سيركلز" على عقود أكثر تواضعا بلغ مجموعها عدة ملايين من الدولارات، وما زالت المجموعة تأمل في أن تتاح لها فرصة طرح مناقصة لتجهيز شرطة دبي، التي تنافس فيها شركة "فيرينت" أيضا.

وللفوز بالعقود في أبوظبي، عينت مجموعة "إن إس أو" وكيلا تجاريا في المنطقة، وهو "ديفيد ميدان"، وهو عضو سابق في "الموساد"، يعمل حاليا كمستشار في الشرق الأوسط.

ووفقا للدورية الفرنسية فإن "ديفيد ميدان"، وشريكه "آبي ليوم"، على اتصال بالأجهزة الأمنية في الإمارات منذ عام 2015 على الأقل. وبفضل مساعدة "ميدان"، حصلت "سيركلز" على عقود خدمات مع شركة "الثريا للاستشارات والبحوث"، وهي شركة إماراتية، قريبة من "محمد دحلان"، المسؤول السابق في السلطة الفلسطينية، الذي يقدم المشورة الآن لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" سرا.

وشملت عقود "سيركلز" مع الهيئة وجهاز أمن الدولة في الإمارات شراكة مع شركة "سكيور تشيك"، الشريك المحلي لـ"بوينج" و"مايكروسوفت" و"أوراكل"، وغيرها من الشركات الغربية. 

وتعد شركة "دارك ماتر" الإماراتية هي الشريك المحلي المفضل لشركات التكنولوجيا السيبرانية الغربية.

وتوجه الإمارات معظم جهودها في مجال الهجمات السيبرانية ضد الدوحة خاصة فيما يتعلق بعلاقتها مع جماعة "الإخوان المسلمون".

وفي يونيو/حزيران 2017، تورطت أبوظبي في هجوم على وكالة الأنباء القطرية، ما دفع الدوحة للتحول إلى مجموعة من الشركات العاملة في هذا المجال.

ووظفت الدوحة شركة "جلوبال ريسك أدفايزرز"، وهي الشركة التي يرأسها "كيفن تشالكر"، الذي اعتاد أن يعمل مع وحدات الإنترنت التابعة لوكالة المخابرات المركزية، وكذا مع الشركة البريطانية "أومني سكوب".

ووفقا لـ"إنتليجنس أون لاين"، فإن الدوحة تقوم بتمرير بعض المعلومات الأكثر أهمية التي تحصل عليها إلى الصحافة لإحراج أبوظبي كما حدث عند اختراق البريد الإلكتروني لسفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن "يوسف العتيبة"، أو جامع التبرعات الجمهوري "إليوت برويدي". 

ووفقا للدورية الفرنسية، فإن الدوحة تتطلع للمزيد من العمل مع شركات متخصصة في العمليات السيبرانية الخارجية حيث تم الاتصال ببعض الشركات الأمريكية، وترى الدورية أن شركة "إن إس أو" قد تكون مرشحا مثاليا بسبب عملها مع "الفيفا" خلال كأس العالم في روسيا، حيث يمكنها متابعة نفس الدور في كأس العالم في قطر عام 2022، على حد وصف الدورية.

  كلمات مفتاحية

الهجوم السيبراني الدوحة أبوظبي يوسف العتيبة إليوت برويدي