اتهم مستشار للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الأربعاء" ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، بأن يديه "عليهما دماء" الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الذي تم اغتياله في القنصلية السعودية بإسطبنول 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويعد ذلك التصريح هو الأكثر صراحة في اتهام "بن سلمان" حتى الآن لشخصية مرتبطة بالرئيس التركي في هذه الواقعة.

واعتبر "النور جيفيك"، وهو أحد مستشاري "أردوغان"، في مقال بصحيفة "يني بيرليك" أنها وصمة تصل إلى ولي العهد، مشيرا إلى أن 5 على الأقل من فريق الإعدام أذرع "بن سلمان" اليمنى، وهم أناس لم يكونوا ليتصرفوا دون علمه".

ولفت إلى أنه "حتى إذا أنقذ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، "بن سلمان"، فإنه "في أعين العالم شخص موضع شبهات دماء خاشقجي على يديه".

و"جيفيك" واحد من مستشاري "أردوغان" الكُثر وهو ليس مستشارا بارزا؛ ولم يتضح على الفور ما إذا كانت آراؤه التي كتبها في الصحيفة تعكس آراء "أردوغان" الذي أكد في خطابين ألقاهما يومي الثلاثاء والأربعاء ضرورة ألا يفلت المسؤولون عن قتل "خاشقجي" من العدالة ”بدءا ممن أمروا به وانتهاء بمن نفذوه".

ولم ترد السلطات السعودية على الفور على طلب للحصول على تعليق بشأن تلك الاتهامات، وفقا لـ"رويترز".

لكن ذلك المقال جاء قبل ساعات قليلة من اتصال هاتفي جرى بين ولي العهد السعودي والرئيس التركي بناء على طلب من السعودية، بحث خلاله الجانبان الجهود المشتركة لكشف جميع جوانب مقتل الكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول.

ولم يعلن الطرفان عن تفاصيل تلك المكالمة الهاتفية، التي تعد الأولى بين "أردوغان" و"بن سلمان"، منذ اغتيال "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

واختفى "خاشقجي"، وهو كاتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست"، يوم 2 من أكتوبر/تشرين الأول عندما زار قنصلية بلاده في إسطنبول للحصول على وثائق من أجل الزواج.

وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، بمقتل "خاشقجي"، داخل القنصلية، ملقية باللوم على ما وصفته بأنه عملية مارقة، وشددت على أن "بن سلمان" لم يكن على علم بالواقعة.

غير أن تلك الرواية الرسمية، تناقضت مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأمس، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن المعلومات والأدلة المتوفرة، تظهر بأن "خاشقجي"، قضى "ضحية جريمة وحشية، كان مخططا لها مسبقا"، مضيفا أن "الضمير الإنساني لن يكون مطمئنا حتى محاسبة من أصدر أمر الاغتيال وكل المنفذين".

واتهم الرئيس التركي ما وصفه بـ"مستويات عليا" في المملكة بالوقوف وراء الجريمة، مطالبا الرياض بالإجابة عن تساؤلات مثارة بشأن العملية ومصير جثة "خاشقجي".