اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الجمهوري "بوب كوركر"، أن الوقت "غير مناسب" لتمرير أي صفقة عسكرية كبيرة مع السعودية عبر الكونغرس.

وتوقع "كوركر"، في تصريح للصحفيين، ألا تسمح الكونغرس بتمرير صفقات سلاح مع السعودية على خلفية اغتيال الكاتب "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، حسب "رويترز".

ورأى أن تمرير أي صفقات سلاح للسعودية في الوقت الحالي "سيثير غضب الأمريكيين".

ولجنة العلاقات الخارجية، التي يترأسها كوركر"، معنية بالموافقة على مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الخارج.

والأربعاء، طرح مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشروع قانون بالكونغرس من شأنه إيقاف معظم مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

ويشمل المشروع حظرا على المساعدة في مجالات الأمن والمخابرات والتدريب والعتاد، لكن لا يمتد إلى أنشطة متعلقة بحماية المواقع الدبلوماسية التابعة للولايات المتحدة أو الدبلوماسيين الأمريكيين.

كما يتيح للرئيس "دونالد ترامب" أن يطلب استثناءات من حظر بيع الأسلحة، إذا قدم هو أيضا تقريرا عن تحقيق أمريكي بشأن أي شخص ضالع في مقتل "خاشقجي" الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

وأوضح مراقبون أن مشروع القانون يضع قيودا جدية على الرئيس "ترامب" لا يستطيع أن يتجاوزها إلا أن يبرر قراراته بمصالح الأمن القومي الأمريكي.

وتسرع إدارة "ترامب" وصناعة الدفاع الأمريكية الخطى لإنقاذ الصفقات الفعلية القليلة ضمن حزمة أسلحة للسعودية قيمتها 110 مليارات دولار جرى الترويج لها كثيرا، خاصة مع تصاعد الدلائل على تورط مسؤولين كبار بالمملكة في مقتل "خاشقجي".

وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل "خاشقجي" داخل القنصلية، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 مشتبها للتحقيق دون أن توضح مكان جثمان الصحفي السعودي.

غير أن تلك الرواية الرسمية، تناقضت مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأول أمس الثلاثاء، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن المعلومات والأدلة المتوفرة، تظهر بأن "خاشقجي"، قضى "ضحية جريمة وحشية، كان مخططا لها مسبقا"، مضيفا أن "الضمير الإنساني لن يكون مطمئنا حتى محاسبة من أصدر أمر الاغتيال وكل المنفذين".

واتهم الرئيس التركي ما وصفه بـ"مستويات عليا" في المملكة بالوقوف وراء الجريمة، مطالبا الرياض بالإجابة عن تساؤلات مثارة بشأن العملية ومصير جثة "خاشقجي".