و.بوست تنشر مقالا كتبه نجل سلمان العودة بنصيحة من خاشقجي

الخميس 25 أكتوبر 2018 04:10 ص

"نحن السعوديون لن نسكت على مقتل جمال خاشقجي"..

صدر "عبدالله"، نجل الداعية "سلمان العودة" المعتقل والزميل البارز في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون، هذه الكلمات عنوانا لمقال نشره، الأربعاء، بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وذكر كاتب المقال أن السلطات السعودية كانت تريد إسكات "خاشقجي" بقتله داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، وإخفاء أي أثر له، "لكن كلماته الآن أعلى صوتا وأكثر وضوحا من أي وقت مضى، ونحن أصدقاؤه السعوديون لن نسكت".

وأضاف أن "خاشقجي" كان صديقا شخصيا له، وأنه كتب المقال بناء على نصيحته، لكنه لم يفكر أن النشر سيكون في مناسبة موته.

 وتابع "عبدالله العودة": "قال لي خاشقجي ذات مرة إن علينا أن نلفت النظر لعمل ونشاط عبدالله الحامد وأصدقائه، الذين يقضون فترات طويلة في السجن؛ لأنهم طالبوا بملكية دستورية، التي تعطي النظام الاستقرار، وتؤدي إلى الديمقراطية، وفي الوقت ذاته فإنها تحترم العائلة المالكة".

وأشار المقال إلى أن "خاشقجي" قرر، بعد مغادرته السعودية، الدفاع عن معتقلي الرأي، والدفاع عن أولئك الذين علقوا طموحاتهم على الربيع العربي أملا في الحرية وحقوق الإنسان".

ولفت الكاتب إلى أن "خاشقجي" كتب في أول مقال نشره بـ "واشنطن بوست" في سبتمبر/أيلول 2017: "لقد اتخذت خيارا مختلفا الآن، لقد تركت بيتي وعائلتي ووظيفتي، لكنني أرفع صوتي، وفعل غير ذلك هو خيانة لمن يذبلون في السجن، وأستطيع الحديث في وقت لا يستطيع فيه الكثيرون ذلك"

ولفت "العودة" إلى أنه ترك السعودية في ذات الوقت الذي غادرها فيه "خاشقجي"، وفي يوليو/ تموز 2017، اعتقلت السلطات السعودية والده "سلمان العودة" بسبب تغريداته ونشاطاته، وطالب النائب العام بإعدامه، ووجه له 37 تهمة تتعلق بانتماء سياسي مزعوم ودعمه للمعتقلين من المعارضين.

وأكد نجل الداعية الإسلامي المعروف أن 17 من أفراد عائلته ممنوعون من السفر، وهو ما تكرر ما عائلة "خاشقجي"، بحسب المقال.

وأردف "عبدالله: "قبل أشهر رفضت السفارة السعودية تجديد جواز سفري؛ بدعوى أن خدماته توقفت في المملكة، وطلب مني المسؤولون لاحقا العودة إلى السعودية، وقدموا لي وثيقة سفر مؤقتة".

ونوه الكاتب إلى أن "خاشقجي" عبر عن قلقه من حملات القمع ضد الرموز العامة في سبتمبر/أيلول 2017، خاصة أن معظم من اعتقلوا لم يكونوا معارضين، مشيرا إلى أن الصحفي المغدور انزعج لاعتقال الاقتصادي "عصام الزامل"، الذي انتقد خطة طرح شركة (أرامكو) في البورصة، وكان ضمن وفد حكومي زار الولايات المتحدة قبل اعتقاله بفترة قصيرة.

 ولفت إلى أن "الزامل" أحيل إلى المحكمة هذا الشهر بتهمة مقابلة دبلوماسي أجنبي والانضمام لمنظمة إرهابية، بحسب ما جاء في تقرير لرويترز.

وعلق "العودة" على ذلك قائلا: "يعني السعوديون بالمنظمة الإرهابية جماعة الإخوان المسلمين، وهي تهمة يستخدمونها ضد أي النقاد والشخصيات العامة المستقلة".

ويفيد الكاتب بأن "خاشقجي" أجابه عن موعد عودته إلى السعودية، بقوله: "عندما أرى سلمان العودة يعود إلى منبره، وعندما أشاهد عصام الزامل يعود لنشاطه على (تويتر)، وعندما أرى عبدالله المالكي يعود للكتابة عن محاسبة حكام البلد".

ويبين "العودة" أن "خاشقجي" كان يشير إلى كتاب المالكي "سيادة الشعب"، الذي انتقد فيه أسلوب "تطبيق الشريعة" الذي تستخدمه السعودية لخرق حقوق الإنسان والحريات العامة.

وأشار إلى أن "المالكي" ناقش أن السيادة وحرية الاختيار للشعب أساسيتان، ويجب استخدامهما إطارا لتطبيق الشريعة.

وأكد المقال أنه "تم إسكات هذا الخطاب داخل السعودية؛ لأنه يطرح أسئلة حول القوة المطلقة والديكتاتورية، ويجادل في جدوى الإصلاحات السطحية والجزئية".

ونوه إلى أن "المالكي" أحيل للمحكمة هذا الشهر، بذات التهم التي يواجهها الآخرون، ومن بينها علاقته بالأشخاص الذين طالبوا بالإصلاحات الدستورية في السعودية، بحسب ما نقل مقربون منه.

وذكر "العودة" أن "خاشقجي" تنبأ بخطورة الديكتاتورية عندما ترك السعودية، "لكنه لم يشعر أبدا أن كفاحه ضد الطغيان سيكلفه حياته".

واختتم الكاتب مقاله بأن "جمال في قلوب وعقول الكثيرين، وسيظل حيا للأبد"، مؤكدا أن الأصوات التي تدعو للقيم الديمقراطية في السعودية وغيرها، لن يتم إسكاتها أو استفزازها بالتخويف أو التهديد أبدا، وأن محاولة المستبدين فعل ذلك مع "خاشقجي" لم تسفر إلا عن تحويله إلى شهيد في الكفاح من أجل سعودية أفصل وعالم عربي أفضل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبدالله العودة سلمان العودة جمال خاشقجي السعودية إسطنبول