إنهاء حصار قطر.. هل يخلص بن سلمان من فضيحة خاشقجي؟

الخميس 25 أكتوبر 2018 07:10 ص

"لديها اقتصاد قوي، وستكون مختلفة تماما بعد 5 سنوات"..

كلمات أطلقها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الأربعاء، خلال مشاركته بجلسة منتدى مبادرة الاستثمار بالرياض، قاصدا دولة قطر، واعتبرها مراقبون مفاجأة تحمل تلميحا بإمكانية حلحلة الأزمة بين البلدين.

وبحسب خبراء، استطلعت وكالة الصحافة الفرنسية آراءهم، فإن إشارة "بن سلمان" قد تحمل في طياتها استعدادا لإنهاء الحصار الذي أعلنته السعودية على قطر، في الخامس من يونيو/حزيران 2017 بمشاركة الإمارات والبحرين ومصر، لكنهم انقسموا حول تقدير مدى تأثير ذلك – إن تحقق – على تمكن ولي العهد السعودي من القفز على فضيحة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.

فبينما يرى محللون أن مقتل "خاشقجي"، الذي كان ناقدا لسياسات السعودية ومن بينها مقاطعة قطر، قد يقنع المشككين بأن الشكاوى القطرية من الحصار السعودي مبررة، يرى آخرون أن ملف الحصار أكبر من الموقف السعودي منفردا، كما أن فضيحة "خاشقجي" تجاوزت إمكانية المساومة أو عقد صفقات على حساب الحقيقة.

تنازلات سعودية 

 

وفي هذا الإطار، قال الباحث في مجال الدفاع والمستشار السابق للجيش القطري "أندرياس كريغ" إنه لن يكون متفاجئا "في حال استفاد القطريون بشكل غير مباشر مما يحدث الآن"، مؤكدا أن السعوديين باتوا مضطرين لتقديم تنازلات.

وأضاف: "لن أتفاجأ أيضا إن كان الناس (السعوديون والقطريون) يتحدثون خلف الأبواب المغلقة"، متوقعا أن تشمل التنازلات السعودية اتفاقا على المجال الجوي أو الحج أو إعادة لم شمل العائلات الخليجية.

وفي الاتجاه ذاته، قال الباحث في جامعة رايس "كريستيان أولريشسن": "أعتقد أنه إذا كانت الحكومة الأمريكية ترغب بإنهاء أزمة قطر، فبوسعها ممارسة نفوذ على السعودية كورقة مساومة في مقتل خاشقجي".

وأضاف: "أعتقد أن العالم يرى الآن ما يعرفه أهل الشرق الأوسط"، في إشارة إلى السعودية التي قتلت "خاشقجي" لا تلك التي صورها "بن سلمان" للإعلام الغربي منذ توليه منصبه العام الماضي.

سابق لأوانه

 

وفي المقابل، أكدت الباحثة بمعهد بروكينغز الدوحة "نهى أبو الدهب"  أن استنتاج حلحلة حصار قطر على خلفية أزمة خاشقجي "أمر سابق لأوانه".

وأوضحت أن قضية "خاشقجي" أضرت بسمعة السعودية، خاصة فيما يتعلق بمصداقية حربها المزعومة على الإرهاب، مضيفة: "في هذه المرحلة، المواجهة بين قطر والسعودية تبقى في أسفل قائمة الأولويات".

وأشارت إلى أن تقديم تنازلات محتملة لا يبشر بنهاية الأزمة مع قطر أو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الخليجية إلى ما كانت عليه قبل يونيو/حزيران 2017، إذ لا بدّ أن يشمل أي اتفاق الإمارات، التي يبدو أن العداء بينها وبين قطر متجذرا بشكل خاص.

ودعمت الدول الخليجية الحليفة للرياض المملكة بعد اختفاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما التزمت قطر الصمت الحذر.

وبعد 3 أسابيع على قضية "خاشقجي"، أعربت قطر، في أول تعليق رسمي لها، عن أملها في أن تكون جريمة قتل جمال خاشقجي "جرس إنذار للجميع".

وجاء تعليق الدوحة، بعد اعتراف السعودية رسميا، السبت، بأنّ خاشقجي قُتل داخل قنصليتها بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

وشمل إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر للحصار مقاطعة اقتصادية منعت الطائرات من عبور أجواء قطر، ومنع الشركات القطرية من العمل على أراضي الدول الأربع.

وتتهم قطر الدول الأربع بالسعي إلى فرض الوصاية عليها عبر الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي كي تتبنى نفس مواقفها الإقليمية والدولية، وأكدت أن الأزمة الخليجية أثرت على العائلات المختلطة في المنطقة ومنعت مواطنيها من أداء فريضة الحج في السعودية.

المصدر | الخليج الجديد - أ ف ب

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان جمال خاشقجي قطر حصار قطر الإمارات السعودية مصر البحرين