كشف تسجيل صوتي مسرب، الجمعة، للبرلمانية عن تحالف "اتحاد القوى الوطنية العراقية"، "شذى العبوسي"، والأمين العام لـ"تجمع العزة الوطني"، "وضاح الصديد"، عن محاولات الأخير لشراء الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة بأموال طائلة، لكنه خسره في النهاية.

وحظي "وضاح الصديد" بدعم واسع من وزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية، "ثامر السبهان"، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو/أيار الماضي، لكنه واجه ما قال إنه "فيتو" (اعتراض) القائد العسكري الأول لمليشيات الحشد الشعبي بالعراق، "أبومهدي المهندس"، المدعوم من إيران.

وأثار التسجيل الصوتي غضبا عراقيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة؛ بسبب ما قالوا إنه  تلاعب مفضوح في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتدخل كبار الشخصيات السياسية والمليشيات فيها.  

وحسب التسجيل الصوتي، فإن "الصديد" طلب من "شذى" التوسط بينه وبين مؤسسة "كامبريدج أناليتكا" البريطانية لضمان حصوله على مقعد في البرلمان الجديد، مقابل مبلغ مالي كبير.

وأظهر التسجيل أن "شذى" تحظى بعلاقة قوية مع هذه المؤسسة التي تتحكم إلى درجة كبيرة في نتائج الانتخابات، على حد قولها في التسجيل المسرب.

لكنه في مكالمة أخرى، أوضح أن هناك تدخلا كبيرا من قبل نائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، "أبومهدي المهندس"، وأنه يضع "فيتو" على "الصديد"، يمنعه من نيل منصب في البرلمان الجديد.

وأفضت نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة إلى فوز عدد كبير من ممثلي قائمة "الفتح"، المدعومة من مليشيات الحشد الشعبي؛ ما أسفر عنه حلولها في المنصب الثاني بعد قائمة "سائرون" المدعومة من رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر".

وشهدت انتخابات 2018 اتهامات عديدة بين الكتل السياسية المتنافسة بشأن وجود تزوير، إضافة إلى إلقاء اللوم على أجهزة التصويت الإلكتروني، التي جرى استعمالها للمرة الأولى، في التلاعب بالنتائج، وعدم إظهار النتائج الصحيحة، لكن الفرز اليدوي لنسبة 10% من الأصوات لم يسفر عن تغيير يذكر في النتائج.

واتهم مغردون، استنادا للتسجيل المسرب، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بوجود فساد، وأن أعضاء فيها يتلقون رِشى لتغيير نتائج لمصلحة سياسيين وكيانات حزبية.

على إثر هذا أصدرت المفوضية، الجمعة، بيانا ردت فيه على التسجيل الصوتي، نافية اتهامها بالتدخل في تغيير نتائج الانتخابات، مشيرة إلى أن التسجيل في حال ثبتت صحته، يتضمن "عملية نصب واحتيال" بين الطرفين، كما تعهدت بمقاضاتهما.

وخلال الحملات الانتخابية الأخيرة، هاجمت القوى المحسوبة على مليشيات الحشد الشعبي "الصديد"، الذي يقول إنه الأمين العام لائتلاف القوى السنية العراقية، واصفة إياه بأنه موال لمليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي خاض معارك دامية في العراق ضد الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي.