كشف سائق تركي خاص، استأجرته القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعضا من تفاصيل حادثة اغتيال الكاتب "جمال خاشقجي"، كونه كان شاهدا على نقل أعضاء من فريق الاغتيال من وإلى المطار.
وقال السائق، الذي رفض الكشف عن هويته، وتم تغطية وجهه أثناء حواره مع فضائية "AHABER" التركية، إن بعضا من فريق الاغتيال شرب الخمر واستمع للأغاني، أثناء توجههم للمطار، بعد تنفيذهم الجريمة.
ولفت إلى أنه تم تكليفه من قبل القنصلية، للذهاب إلى المطار، فجر يوم عملية الاغتيال، لإحضار مجموعة من السعوديين.
وأضاف السائق، أنه نقل "ماهر مطرب"، الذي عرف لاحقا بأنه قائد الفريق، وعددا من الأشخاص معه من مطار إسطنبول إلى أحد الفنادق (لم يكشف عن اسمه)، وأنهم طلبوا منه العودة إليهم مرة أخرى الساعة الثامنة صباحا.
وعند عودة السائق إلى الفندق مرة أخرى، انتظر نحو ساعة ونصف الساعة، قبل أن ينقل "مطرب"، وشخص آخر إلى القنصلية السعودية، فيما استقل آخرون سيارات دبلوماسية.
وأوضح، أنه عندما ذهبوا إلى القنصلية ما بين الساعة 10:30 و11:00 صباحا بتوقيت تركيا، تم السماح لسيارته للدخول إلى مرآب، قبل أن يطلب قوات الأمن التابعة للقنصلية، الانتظار حتى الرابعة عصرا، لنقل أفراد آخرين إلى المطار.
ولفت إلى أنه أثناء جلوسه أمام باب القنصلية، حضرت العديد من السيارات إليها.
وأضاف السائق، أنه شاهد "خاشقجي"، عندما وصل إلى القنصلية، وهو يتحدث مع خطيبته، وبعد ذلك مع الأمن الذي يقف أمام القنصلية، حيث تم تفتيش ملابسه.
ولفت إلى أنه تم منع السعوديين من دخول القنصلية، بعد أن دخل "خاشقجي" إليها، بحجة أنه يوجد تفتيش في داخلها، وطلب منهم الحضور في اليوم التالي.
وأوضح أن خطيبة "خاشقجي"، التركية "خديجة جنكيز"، كانت تنتظره بالقرب من محل، بجانب القنصلية، مشيرا إلى أنه بعد نحو الساعة، خرجت ثلاث سيارات من القنصلية (لم يحدد وجهتهم).
وأضاف السائق، أنه في الساعة الرابعة، طلب منه نقل سعوديين إلى المطار من جديد، بيد أنه قال إنهم ليسوا ذات الأشخاص الذين نقلهم في الصباح.
وأشار، إلى أنه نقل أربعة من الفريق، وفي طريقهم للمطار قالوا له إنهم يريدون أن يأكلوا، ليذهب بهم إلى مطعم.
وأضاف أن الفريق كان سعيدا جدا ويمزحون سويا، وشربوا السجائر والخمور، التي أخذوها من الفندق.
وأشار إلى أنهم عندما وصلوا إلى المطار انتظروا قليلا، ليأتي إليهم "مطرب"، ثم غادروا بطيارتهم الخاصة.
وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل "خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، جراء "شجار" مع أشخاص التقوه داخل القنصلية، دون أن تكشف عن مصير الجثة، قبل أن تعلن لاحقا أنها تلفت إفادات أن المتهمين نفذوا جريمتهم بـ"نية مسبقة".
وبينما صورت السلطات السعودية الجريمة على أنها "تصرف فردي تم بدون علم القيادة"، أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أن إلقاء تهمة القتل على عناصر أمنية لا يقنع أنقرة، ولا الرأي العام العالمي، كما أن دولا غربية عدة شككت في الرواية السعودية.
