تعثرت الجهود المصرية، في لم شمل فرقاء ليبيا، بعد فشل ترتيب لقاء بين رئيس حكومة "الوفاق الوطني"، "فائز السراج"، والقائد العام للجيش في الشرق المشير "خليفة حفتر"، والذي كان مقررا الأربعاء الماضي، لتوقيع الاتفاق النهائي لتوحيد المؤسسة العسكرية.

ويعود سبب فشل إجراء اللقاء إلى اعتذار "السراج"، عن زيارة مصر هذه الأيام لانشغاله ببعض الأمور الطارئة في طرابلس، ومن بينها تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس، حسب ما أكد مصدر حكومي ليبي لموقع "مدى مصر".

كما لم يصل إلى القاهرة "حفتر"، كما كان مخططا دون معرفة الأسباب.

بيد أن هذا الفشل، لم يمنع السلطات المصرية، من محاولة ترتيب لقاء آخر يجمع الطرفين خلال الأسبوع الجاري، إن أمكن.

وكشف مصدر دبلوماسي، أن "السراج"، يعترض على إعلان القيادة العامة، وبعض أعضاء اللجنة، ما يعني أن الجيش لن يخضع إلا لرئيس منتخب للبلاد، وهو اﻷمر الذي يتطلب بعض الوقت قد يمتد لأشهر حتى تعقد الانتخابات.

وأوضح الدبلوماسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "السراج"، اعتبر هذا الإعلان متعارضًا مع مقتضيات المرحلة، ومع ما جاء في نص الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، من كون المجلس الرئاسي مجتمعًا، وعلى رأسه "السراج"، هو القائد اﻷعلى للجيش.

وأضاف الدبلوماسي، أن ما ورد في الاتفاق النهائي لتوحيد المؤسسة العسكرية هو بمثابة مقترح من الصعب العمل به، قبل أن يتم توضيح صلاحيات المجلس الرئاسي كقائد أعلى للجيش.

واعتبر المصدر الدبلوماسي أن المجلس الرئاسي خرج من رحم الاتفاق السياسي الذي تم برعاية المجتمع الدولي، والذي يجب أن يراعى أيضًا أي تغيير داخل هذا الاتفاق.

وتسعى القاهرة، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، لتوحيد المؤسسات في البلاد، وإسناد مهمة تأمين الوزارات إلى المؤسسات الأمنية الوطنية التي لا ترتبط بالميليشيات المسلحة المنتشرة في طرابلس.

وبدأت اجتماعات توحيد الجيش الليبي، تأخذ وتيرة متسارعة خلال الأيام الماضية، للاتفاق على التفاصيل النهائية، ووضع الآليات التي تم التفاهم عليها سلفا موضع التنفيذ، بعد تزايد العناصر العسكرية التي انخرطت في الاجتماعات، وتضم قيادات من الشرق والغرب.

وتأتي هذه الجولة من المفاوضات التي تجريها القاهرة، لتوحيد المؤسسة العسكرية، عقب ستة اجتماعات سابقة، كان آخرها اجتماع 20 مارس/آذار الماضي.