شدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على  ضرورة محاكمة قتلة الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، أمام المحاكم التركية بإسطنبول لأنها هي المدينة التي شهدت مسرح الجريمة. 

وقال "أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد قمة رباعية حول سوريا في إسطنبول، إن "جريمة قتل خاشقجي وقعت في إسطنبول ومحاكمة قتلته يجب أن تتم أيضا على أرض إسطنبول".

وتابع الرئيس التركي: "الاستخبارات والأمن والقضاء في تركيا لم تنهِ عملها بعد في قضية قتل جمال خاشقجي وستواصل جهودها بدقة متناهية".

وأضاف "أردوغان" أنه قدم تفاصيل بشأن "خاشقجي" خلال محادثات ثنائية أثناء القمة الرباعية مع زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا.

وأشار "أردوغان" إلى أنه يتعين على السعودية أن تقدم إجابة على من أرسل الأشخاص الثمانية عشر الذين يعتقد بأنهم مسؤولون عن قتل "خاشقجي".

كما كرر "أردوغان" مطالبته بالكشف عن المتعاون المحلي في إخفاء جثة "خاشقجي" قائلا: "ينبغي كشف هوية المتعاون أو المتعاونين المحليين الذين سلمت إليهم جثة جمال خاشقجي كما صرحت بذلك السلطات السعودية".

وتأتي تصريحات الرئيس التركي بشأن محاكمة المتهمين بقتل "خاشقجي" بإسطنبول بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" أن "المتورطين في قضية خاشقجى سيحاكمون فى السعودية".

وأضاف "الجبير"، أن القضية أصبحت هيستريا والحقائق تتكشف مع سير التحقيقات، مشيرا إلى أن جهات إنفاذ القانون السعودية في تركيا تعمل مع نظيراتها التركية في التحقيق.

وكانت صحف غربية وتركية تحدثت عن مقتل "خاشقجي" بعد ساعتين من دخوله القنصلية، في الثاني من الشهر الجاري، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير.

وفجر  السبت الماضي، أقرت الرياض بمقتل "خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول إثر "شجار" مع مسؤولين، وأعلنت توقيف 18 سعوديا على خلفية الواقعة.

ولم توضح السعودية مكان جثمان "خاشقجي" كما لم تحدد كيفية مقتله.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات "أحمد عسيري"، والمستشار بالديوان الملكي "سعود القحطاني"، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد "محمد بن سلمان" لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي بعد صمت استمر 18 يوما.