كشف تحقيق استقصائي أن شركة تابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية هي التي تستورد الغاز من (إسرائيل) ثم تعيد بيعه للسوق المصرية، وتدخل الأرباح إلى حسابات الجهاز، وليس الموازنة العامة للدولة.

موضحا أن التأكيد المتكرر لمسؤولين مصريين بأن صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي تمت بواسطة القطاع الخاص، وخارج الإطار الحكومي، "يعبر فقط عن نصف الحقيقة".

وقال التقرير الذي نشره موقع "مدى مصر"، إن شركة "غاز الشرق" المسجلة بأنها خاصة، هي بالأساس مملوكة لجهاز المخابرات المصرية، حيث استحوذت على صفقة شراء الغاز من (إسرائيل) من خلال تعاقدها مع عدة شركات أجنبية.

ويشير التحقيق إلى أن شركة "غاز الشرق" المصرية يرأسها منذ تأسيسها الفريق "عبدالوهاب سيد أحمد"، نائب رئيس المخابرات العامة منذ عهد رئيس الجهاز "عمر سليمان"، وحالياً اللواء "إبراهيم عبدالسلام"، الذي جرى تداول اسمه في الصحف كمرشح لرئاسة الجهاز بعد الإطاحة باللواء "خالد فوزي" في يناير/كانون الثاني الماضي.

وبحسب التحقيق، تعمل الشركة على بيع الغاز في السوق المصرية، ثم إيداع الأرباح في حسابات الشركة وجهاز المخابرات لا في الموازنة العامة للدولة.

وأوضح أن المخابرات المصرية استعانت برجل الأعمال "علاء عرفة"، لقوة علاقته مع الإسرائيليين؛ لتأسيس شركات في جزر العذراء البريطانية، ولوكسمبرغ، وسويسرا، وهولندا، للاستفادة من نظامها الضريبي بغرض التهرب.

ويكشف التحقيق من خلال وثائق، أن الرئيس التنفيذي لشركة "غاز الشرق" "محمد شعيب"، عينته المخابرات المصرية، وهو من تولى مهمة إبرام الصفقة، وإعادة بيع وترويج الغاز.

ويوضح أنه إلى جانب تولي قيادات الجهاز مسؤولية إدارة "غاز الشرق" منذ تسجيلها، فإن السجل التجاري يظهر بوضوح أن غالبية مقاعد مجلس الإدارة تنتمي حصرياً إلى ضباط بالمخابرات العامة، يتم تعيينهم في مجلس الإدارة كممثلين عن الشركة.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها وقعت صفقة "تاريخية" بمليارات الدولارات لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر.

وأعلنت شركة "ديليك دريلينغ" الإسرائيلية عن توقيع عقد لمدة 10 سنوات، بقيمة 15 مليار دولار، لتصدير الغاز الطبيعي لمصر.

تجدر الإشارة إلى أن "علاء عرفة"، هو نجل اللواء طيار "أحمد عرفة"، أحد قادة الكلية الجوية، الذي كان صديقًا شخصيا للرئيس المصري السابق "حسني مبارك"، وتمتلك العائلة عدة شركات في مجال الغزل والنسيج في مصر، بينها: "أوركو، وجراند ستورز، ومجموعة جولدن تيكس، والشركة السويسرية للملابس الجاهزة، وشركة كونكريت للملابس الجاهزة، إلى جانب شركة العرفة للاستثمار والاستشارات، وشركة القلعة، وشركة التجاري الدولي للاستثمار".

وصفقة الغاز التي كان للقيادي اليهودي "مالكولم هونلاين"، دورا في إتمامها بلغت قيمتها 15 مليار دولار، لصالح شركة "دولفينوس" المصرية.

وفي وقت سابق، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، الصفقة بأنها "يوم عيد" لبلاده.

و"هونلاين"، صديق مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، وسبق أن التقى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، العام قبل الماضي، في الولايات المتحدة، معربا له عن التزامه بالمصالح المشتركة لـ(إسرائيل) ومصر.