شدد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه آرنس"، على ضرورة تخلي (إسرائيل) عن تحالفها مع السعودية، رغم المصالح التي تربطهما إزاء العدو المشترك فى المنطقة وهو "إيران"؛ وذلك بسبب إقدام المملكة على تنفيذ عملية اغتيال وحشية للصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول فى الثاني من الشهر الجاري.
وقال "آرنس" في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية إنه بعد الكشف عن القتل المخيف المخطط مسبقا لـ"خاشقجي"، ستضطر واشنطن وتل أبيب إلى اتخاذ قرار بخصوص علاقاتهما المستقبلية مع السعودية، وهي الدولة العربية الأكبر والأقوى.
ونوه إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وصف تبريرات السعودية حول عملية القتل بالتستر الأسوأ في التاريخ، مشيرا إلى أنه من الجدير أن تقوم واشنطن بإعادة التدقيق في موقفها من السعودية مستقبلا.
وتابع: "وعلى هذه الخلفية؛ فإن الدعوة للموازنة بين المصالح القومية للولايات المتحدة و(إسرائيل)، وبين الحاجة للدفاع عن القيم التي أظهرت السعودية الاستخفاف بها بصورة فظة، ستسمع كأمر غريب جدا"، وفق زعم الوزير الإسرائيلي الذي رأى أنه "لا يوجد هنا مكان للموازنة".
وأكد أنه "ليس هناك شيء يمكن أن يبرر الأفعال التي ترتكب في السعودية"، معتبرا أن "التحالف مع حكامها سيكون ملطخا من ناحية أخلاقية".
وذكر أنه في كل ما يتعلق بالمصالح القومية للولايات المتحدة و(إسرائيل)، هناك إمكانية لمواجهة التهديد الإيراني بمساعدة حلفائهما وحتى بدونهم إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك.
وزعم أن "النظام الإيراني يقف على شفا الإفلاس، وعمل عنيف من جانب واشنطن وتل أبيب ربما يوقف مخططاته وحتى يمكن أن يجعله يركع على ركبتيه".
ورأى أن "ضم السعودية إلى التحالف سيضع أساس التحالف محل تساؤل، ويمكن فقط أن يضعفه"، منوها إلى أن "حقيقة أن إيران تهدد (إسرائيل) أكثر من أي دولة أخرى لا يجب أن تجعلها تتردد في هذا الشأن، وعلى (إسرائيل) وواشنطن العمل معا وبتنسيق في هذا الموضوع المهم جدا لهما".
وشدد الوزير، على أهمية أن يتم "اتخاذ موقف بسرعة في هذا الشأن من قبل (إسرائيل) وواشنطن، ليس كرد على ضغط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بل بمبادرة منهما وبدون تأخير آخر".
وطالب "آرنس" حكومة بلاده باتخاذ موقف سريع وصريح فى هذا الصدد، موضحا أنه عندما يتم اختيار يتم اختيار حلفاء ضد عدو مشترك فمن الشرعي تماما وزن المصالح".
وذكر أنه "ليس من السهل أن نجد أمثلة مشابهة فيها الاختيار أكثر وضوحا، مثلما هو الحال في الحرب العالمية الثانية، حيث عقدت الولايات المتحدة أكثر من مرة تحالفات مع أشخاص أقوياء، ولكن بنظرة إلى الوراء تبين أن هذا كان خطأ".
