نيويورك تايمز: مقتل خاشقجي يعيد السعودية لدبلوماسية دفتر الشيكات

الاثنين 29 أكتوبر 2018 08:10 ص

اعتبر أستاذ الصحافة بجامعة نيويورك، "محمد بازي"، أن جريمة اغتيال الصحفي السعودي، " جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده وما صاحبها من غضب عالمي، أعادت السعودية إلى استخدام تكتيكها القديم المتمثل في استغلال ثروتها النفطية لشراء الولاء، أو ما يعرف بـ"دبلوماسية دفتر الشيكات".

وفي مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، استشهد الكاتب، برئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" الذي ترأس في 23 أكتوبر/تشرين الأول جلسة في مؤتمر "دافوس في الصحراء" الذي قاطعه معظم قادة المال والسياسة في الغرب.

وأشار الكاتب إلى أن "خان" عندما زار السعودية سبتمبر/أيلول الماضي؛ بحثا عن الدعم السعودي، عاد إلى إسلام آباد خاوي الوفاض.

وأضاف الكاتب أن "محمد بن سلمان" اتصل بـ"خان" الأسبوع الماضي، وطلب منه حضور المؤتمر بعدما ارتفعت حدة الغضب الدولي من جريمة قتل "خاشقجي"، وبدأ المشاركون في مؤتمره ينسحبون الواحد تلو الآخر، ووافق "خان" وعاد إلى بلاده بـ6 مليارات دولار هذه المرة.

ولفت "بازي" إلى أنه منذ وصول الأمير "محمد" إلى السلطة اتبع السعوديون سياسة قاسية تقوم على عسكرة السياسة الخارجية ولكنهم عادوا إلى أساليبهم القديمة والتي شحذوها على مدى عقود وهي التلويح بالثروة النفطية للعالم العربي وما بعده، مقابل الولاء.

وأوضح "بازي" أنه تحت وطأة الغضب الدولي من جريمة "خاشقجي"، لجأت السعودية للضغط على الدول الصديقة لها، والتي تعتمد عليهم؛ لدعم الرياض في الأزمة الحالية.

وذكر أن أن تلك الدول بدورها عبرت عن وقوفها إلى جانب الرياض، مثل الإمارات العربية المتحدة، والبحرين خليجيا، ومصر والأردن والحكومة اليمنية، مشيرا إلى أن السعودية عبرت فى المقابل عن موقفها المثمن لـ"الموقف الحكيم للدول" التي انتظرت التحقيق والأدلة وتجنبت التكهنات والمزاعم التي لا أساس لها.

وأردف أن الملك "سلمان" وولي عهده كانا واضحين فى تلك المسألة،  وأكدا بأنهما لن ينسيا الأصدقاء الذين وقفوا معهم بعد انجلاء الغبار وسيعاقبون الأعداء.

وزاد الكاتب أنه بالإضافة لعودة الرياض إلى دبلوماسية الشيكات، تسيطر على إمبراطورية إعلامية كبيرة تقوم من خلالها بالتأكيد على سياستها الخارجية وتهاجم عبرها نقادها.

كما يمول قادة السعودية الحملات ضد المنافسين لها في العالم الإسلامي من القادة السياسيين والذين يرفضون طاعة السياسة السعودية، وينفقون ملايين الدولارات على جماعات اللوبي في الدول الغربية، ويدعمون مراكز البحث المهمة والجامعات التي تساعد على تشكيل صورة بلادهم في الغرب، وفقا للكاتب.

ولم تمارس القيادة السعودية ورقة الشيكات الدبلوماسية وهددت بسحب العقود التجارية مع العالمين العربي والإسلامي فقط، بل مع الدول الغربية مثل ألمانيا وكندا، حيث انتقمت من الأخيرة لانتقادها سجل حقوق الإنسان في السعودية.

وتابع: ومن الدول العربية ما لم تعبر بشكل صريح عن مواقف واضحة وداعمة بشأن قضية "خاشقجي" وظلت صامته، وهو ما يؤكد خوفها من إغضاب حكام السعودية.

  كلمات مفتاحية

السعودية دفتر الشيكات جمال خاشقجي دافوس فى الصحراء