قمة إسطنبول.. انتصار دبلوماسي لتركيا ومكاسب سياسية للسوريين

الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 08:10 ص

قال خبراء سياسيون، إن مساهمة تركيا في تأمين توقيع روسيا وألمانيا وفرنسا إعلان إسطنبول في ختام القمة الرباعية حول سوريا، يعد انتصارا دبلوماسيا، وسياسيا لافتا.

وأشاد الخبراء، بتأكيد القمة الرباعية، على حق الشعب السوري سواء الذين في الداخل أو الخارج، في تقرير مصيره، ودعم اتفاق وقف إطلاق نار دائم في إدلب، شمالي سوريا.

وشارك في القمة الرباعية، التي عقدت السبت الماضي، بضيافة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ونظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل".

وقال عضو هيئة الأمن والسياسات الخارجية التابعة للرئاسة التركية، البروفسور "مسعود حقي جاشين"، إن تركيا أظهرت من خلال القمة التاريخية، جانبها القيادي المتمثل في جمع طرفين ذوي مواقف متباينة على طاولة واحدة.

وأضاف "جاشين" أن فكرة "إقصاء تركيا من ملف الأزمة السورية" والتي تشكلت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016، انهارت بفضل القمة الرباعية.

ويعد تمكن تركيا من ضم دولتين أوروبيتين مثل ألمانيا وفرنسا إلى اتفاق عقدته مع روسيا، انتصار دبلوماسي لأنقرة، بحسب "جاشين".

وتابع: "إحدى أهم القرارات السياسية الأخرى في القمة هو إطلاق العملية الدستورية في سوريا. من المهم جداً اتفاق الدول الرباعية على أن عملية التطبيع تكون بطرق سياسية لا عسكرية".

وتمخضت القمة عن مطالبة تركيا وأوروبا، روسيا والنظام السوري بتقديم ضمانات للسوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم، ووجوب عدم استهداف منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الصحية والإغاثية.

ومن المتوقع أن تقدّم الدول الأوروبية، الأموال من أجل إعادة إعمار سوريا.

تأمين اتفاق إدلب

ويرى رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة "أفق" الخاصة في تركيا، البروفسور "سنجار إمار"، أن قمة إسطنبول الرباعية نجحت في تأمين استمرارية الاتفاق الموقّع بين أنقرة وموسكو حول إدلب.

مكسب ثان أشار إليه "إمار"، يتمثل في أن عدم اعتراض ألمانيا وفرنسا على سياسات أنقرة المتعلقة بشرقي الفرات، يشير إلى تقبلهما لتلك السياسات، ما يعني أن واشنطن مضطرة لتغيير سياساتها في المنطقة.

وحول قرار القمة الرباعية المتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية السورية، قال "إمار" إن سبيل إحلال السلام في سوريا، هو صياغة دستور جديد، ما يشير إلى أهمية هذا القرار الصادر عن القمة، بالنسبة لمستقبل سوريا.

ولفت إلى أن قمة إسطنبول، هيأت الأرضية اللازمة لصيغة تصادق عليها الولايات المتحدة وباقي الدول في جنيف، واصفاً القمة بأنها ذات طابع تاريخي من حيث مستقبل المنطقة.

وشددت إعلان إسطنبول الصادر عن القمة، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ووقف إطلاق نار دائم في إدلب، وتحقيق سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في هذا الصدد، ومواصلة العمل معا ضد الإرهاب.

ودعا القادرة الأربعة إلى تأسيس لجنة في جنيف لصياغة دستور سوريا بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات نزيهة تحت إشراف أممي.
 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

قمة إسطنبول تركيا أردوغان بوتين ماكرون ميركل سوريا