محررة مقالات خاشقجي: السعودية أغرته للعودة.. ومعرفته بهم أرعبتهم

الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 09:10 ص

"كان يعرف الكثير عن الطريقة التي عملت بها العائلة المالكة".. بهذه الكلمات فسرت المحررة بصحيفة "واشنطن بوست" "كارين عطية" خوف المؤسسة السعودية من الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" إلى حد إرسال فريق لاغتيال داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضحت محررة الآراء العالمية بالصحيفة، التي كان "خاشقجي" أحد كتابها، في حوار مع مجلة "ذا ويك" الأمريكية، أن الكاتب الصحفي الراحل كان قريباً جداً من المؤسسة السعودية لفترة طويلة، وكان يطلب منه في كثير من الأحيان شرح ما كان يحدث في السعودية وداخل العائلة المالكة.

وأضافت أن انتقادات "خاشقجي"، في هذا الإطار، كانت تؤذي مؤسسة الحكم السعودية بشكل كبير، باعتباره صحفيا بارزا على المستوى الدولي، مؤكدة أن المسؤولية النهائية عن جريمة الاغتيال تعود إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وفيما يلي نص الحوار:

 

  • علقت بعض الدول كألمانيا مبيعات الأسلحة للسعودية احتجاجًا على وفاة "جمال"، والبعض الآخر لم يفعل ذلك، ماذا تأملين أن يحدث بعد ذلك؟

قدمت ألمانيا واحدا من أقوى ردود الأفعال التي رأيناها، عبر تعليقها مبيعات الأسلحة للسعودية إلى أن تتضح الصورة أكثر بشأن ما جرى لـ"جمال".

لقد أبقت تركيا قصة "خاشقجي" حية عبر تسريبها مزيدا من التفاصيل حول مقتله، وأتوقع منهم (الأتراك) أن يستمروا في القيام بذلك، وأن يدعوا لإجراء تحقيق دولي؛ لمزيد من حشر السعودية في الزاوية.

انسحب عدد من الدول الغربية من مؤتمر الاستثمار في الرياض كي تنأى بنفسها عن السعودية، في حين يبقى ولي العهد هو المشتبه به الرئيسي، إن جاز التعبير، ونأمل أن تستمر الإدارة الأمريكية في المطالبة بنتائج التحقيق.

  • ماذا يقول إجبار نجل خاشقجي (صلاح) على التقاط صورة مع العائلة السعودية المالكة بعد مقتل والده للعالم؟

طالما أخبرني "جمال" بأن أكثر ما أزعجه هو استخدام السلطات السعودية لأطفاله للضغط عليه عبر منعهم من السفر، وأعتقد أن هذه الصورة تحدثت بألف كلمة، وبدت موجهة للجمهور المحلي.

كثيرون بالعالم الغربي شجبوا ذلك، ولم يكن السعوديون ليعترفوا بأنهم أفسدوا وأن شيئاً ما حدث بشكل خاطئ دون ضغوط دولية، إضافة إلى ضغط صحيفة "واشنطن بوست"، وغيرها من وسائل الإعلام.

  • هل يمكنك إعطاء بعض الأفكار عن عمل "جمال"؟ ولماذا كان يخيف المؤسسة السعودية؟

كان "جمال" بارزا للغاية، الشيء الوحيد الذي جعله مرعباً هو أنه كان قريباً جداً من المؤسسة السعودية لفترة طويلة، وكان يعرف الكثير عن الطريقة التي عملت بها العائلة المالكة.

كان يُطلب منه في كثير من الأحيان شرح ما كان يحدث بالسعودية وداخل العائلة المالكة، وهذا هو سبب تأذيهم من انتقاداته.

ومقارنة بالكثير من المعارضين الذين طالبوا بإنهاء حكم آل سعود، أراد "خاشقجي" العمل من داخل النظام، وفي الوقت نفسه، كان يمارس النقد بشدة، خاصة فيما يتعلق بـ"محمد بن سلمان" الذي ينظر إليه كثيرون باعتباره حاملا لتغييرات طال انتظارها.

لكن "جمال" كان واحدا من أبرز الأصوات التي خرقت الثقوب في المظهر الخادع للسعودية الجديدة، كما تحدث عن أهمية الديمقراطية للعالم العربي.

  • في محادثاته معك، هل عبّر عن خوفه على حياته؟

ليس الخوف على حياته بشكل خاص، فقد كان منزعجا أكثر من حظر سفره في حال عودته لبلده، وعبر عن حزنه من فقدانه القدرة على حضور بعض أكثر اللحظات المحورية في المملكة، مثل قيادة النساء السيارات لأول مرة، أو السماح بدور السينما.

لقد أخبرني أن السعوديين كانوا يعرضون عليه وظائف للعودة؛ قائلا: "لن أعود؛ لأنه سيتم إلقاء القبض علي".

  • لماذا قلت إن هذه المعركة ليست فقط من أجل "جمال خاشقجي"  ولكن من أجل الإعلام الحر أيضا؟

كان "جمال" يكتب باستمرار عن الآخرين الذين تم إسكاتهم.. هذه حالة اختبار للصحفيين في جميع أنحاء العالم.

وإذا كان من الممكن قتل شخص يتمتع بشهرة "جمال"، فلنتخيل مدى سوء ما قد يحدث لآخرين أقل شهرة، إن العالم يراقب كيف سيكون رد فعلنا على هذا. هذه لحظة حرجة: هل سنقف لندافع عن حق أساسي؟

  • ما هو أملك فيما يتعلق بما يجب أن تفعله الولايات المتحدة وما لم تفعله حتى الآن؟

آمل أن يرفع أعضاء الكونغرس أصواتهم عاليا، وأن يواصلوا الضغط لفرض عقوبات على مبيعات الأسلحة للسعودية.

بمجرد خروج جميع الأدلة ومشاركتها مع المشرّعين، ستسود أنظمتنا.

لا أعرف من نفّذ القتل، ولكن هناك أيضاً من أمر بهذه الجريمة أو أشرف عليها.

آمل ألا تتردد أو تتأخر الولايات المتحدة في متابعة ذلك على أعلى مستوى، المسؤولية ملقاة على عاتق "محمد بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي كارين عطية واشنطن بوست الكونغرس محمد بن سلمان السعودية