تجاهلت الحكومة السعودية قضية مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" في اجتماعها الأسبوعي برئاسة العاهل السعودي "سلمان بن عبدالعزيز"، ومشاركة ولي العهد "محمد بن سلمان" باعتباره رئيسا لمجلس الوزراء.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" نحو 10 أخبار عن الاجتماع، خلت جميعها من الإشارة لحادثة مقتل "خاشقجي"، والتي شغلت الرأي العام العالمي خلال الأسابيع الماضية، وحتى الآن.

واكتفى الاجتماع، وفقا للوكالة السعودية، بمناقشة ملفات محلية اقتصادية واجتماعية، وملفات محالة من مجلس الشورى السعودي، وأخرى تمويلية لمشروعات سعودية خارج المملكة.

كما ناقش المجلس نتائج مؤتمر مبادرة الاستثمار، الذي استضافته الرياض، خلال الأيام القليلة الماضية، وشهد توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 50 مليار دولار، وفق مسؤولين سعوديين.

وكان هذا المؤتمر قد شهد مقاطعة واسعة من مستثمرين ورجال أعمال ومدراء شركات عالمية، على خلفية تطورات قضية "خاشقجي".

وفي إحدى الأخبار قالت وكالة الأنباء السعودية إن الملك "سلمان" أطلع مجلس الوزراء على مضامين اتصالات هاتفية جرت بقادة عالميين، مثل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل"، والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ورئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي"، لكنها لم تشر إلى تفاصيل أكثر.

ومن المعروف أن تلك الاتصالات كانت تناقش بالأساس تطورات قضية مقتل "خاشقجي"، حيث طالب "ماكرون" و"ميركل" و"ماي" العاهل السعودي بتحقيقات شفافة حول الأمر، مبدين عدم اقتناعهم بالرواية السعودية، فيما كان الاستثناء الوحيد هو "بوتين"، والذي قال إنه يصدق ما قالته الرياض.

والإثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة ساندرز"، إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يدرس وسائل للتعامل مع السعودية على خلفية قضية "خاشقجي"، وأنه سيعلن عن قرارات خلال أيام.

بدوره، لا يزال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يطالب السعودية بالإفصاح عن من أصدر الأوامر بقتل "خاشقجي"، وكذلك مكان وجود جثته، والمتعاون المحلي التركي الذي قالت الرياض إنه تسلم الجثة من فريق الاغتيال السعودي.

والثلاثاء، قال "أردوغان"، خلال الاجتماع الأسبوعي لنواب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إن "هناك مسرحية تلعب في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي من أجل إنقاذ شخص ما".