مدير سابق لـCIA: إدارة ترامب تسرعت في تبني بن سلمان

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 06:10 ص

"ماذا نفعل بمقتل معارض سعودي وكاتب عمود في صحيفة (واشنطن بوست)، وماذا يعني هذا للسياسة والسياسات الأمريكية وقيمها؟"..

سؤال قدمه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق "مايكل هايدن" في صدر مقال نشره بموقع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الثلاثاء، مشيرا إلى أن اعتراف السعودية بمقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية جاء بعد فترة طويلة من الإنكار، وأن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تسرعت في تبنيها لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وفي معرض الإجابة، وصف "هايدن" محاولات تصوير "خاشقجي" بأنه عضو بجماعة "الإخوان المسلمون" ومرافق لزعيم تنظيم "القاعدة"، "أسامة بن لادن" بأنها "مخجلة"، مؤكدا أن "مداعبته الإخوان المسلمين عندما كان شابا ليست شيئا غريبا في العالم العربي، خاصة للشباب الجادين الذين لم يولدوا في السلطة، وأن اتصالاته مع بن لادن كانت بصفته صحفيا، ولم تكن تختلف عن تلك التي قام بها الصحفي بشكبة CNN بيتر بيرغين".

وذكر مدير الاستخبارات الأمريكية السابق أن "خاشقجي" كان كاتبا جادا يحاول الدفع بإصلاح ذي معنى في بلده، ومثل تأثيرا ليبراليا داخلها، وأن تصرفات "بن سلمان" طالما اتسمت بالتهور، خاصة بعد تمدد النفوذ الإيراني عربيا من بغداد إلى دمشق وصنعاء وبيروت.

سوابق كاشفة

وأشار "هايدن"، في هذا الصدد، إلى احتجاز رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" وإجباره على إعلان استقالته من الرياض، وحصار قطر، وشن الحرب في اليمن، واحتجاز مئات الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون، إضافة إلى احتجاز الناشطات النسويات اللاتي طالبن بذات الإصلاحات التي تبناها "بن سلمان".

وأضاف أن هكذا تصرفات تم التسامح مع بعضها باعتبارها تمثل تعجل شاب، أو لما قيل إنها (ضرورة) لخروج السعودية من ماضيها المتحجر، "إلا أن هذا تم دون رقابة مؤسساتية على العائلة المالكة، بالإضافة إلى أن صعوده (بن سلمان) السريع أدى إلى تمزيق إيمان العائلة بالتوافق"، حسب تعبيره.

وشدد مدير الاستخبارات الأمريكية السابق على أنه "من المستحيل خروج فريق قتل إلى اسطنبول دون موافقة "محمد بن سلمان" وأن الرواية السعودية الرسمية حول اغتيال "خاشقجي" لم تكن مقنعة، واستهدفت بالأساس التغطية على الجريمة، وتسببت في إحراج الكثير من السعوديين، خاصة من سافروا أو عاشوا في الغرب.

قلق سعودي 

وعن تأثير ذلك على العلاقات الأمريكية – السعودية، أشار "هايدن" إلى أن تلك العلاقات تعود جذورها إلى ما بعد الحرب العالمية، حيث حصل "فرانكلين روزفلت" على وعد من الملك "عبدالعزيز آل سعود" (مؤسس السعودية) بتوفير النفط مقابل الدفاع عن المملكة، و"لأن الأمريكيين يقتربون من استقلالهم في مجال الطاقة، فإن السعوديون يشعرون بالقلق بشأن الوعد الأمريكي السابق" بحسب المقال.

وأضاف أن أهمية السعودية تعززت بالنسبة للولايات المتحدة من خلال مساهمتها في المواجهة ضد إيران، لكن ذلك لا يبرر تسرع الإدارة الأمريكية في أسابيعها الأولى في تبني "بن سلمان"، حسب رأيه.

ولفت المسؤول الأمريكي السابق إلى أن هذا التسرع تعود مسؤوليته إلى "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ومستشاره، الذي "دفع الأطراف المترددة في البنتاغون ومجلس الأمن القومي والخارجية للموافقة على زيارة "ترامب" الأولى للسعودية، رغم أن وزير الخارجية آنذاك "ريكس تيلرسون" ومستشار الأمن القومي "إتش آر ماكماستر" ووزير الدفاع "جيمس ماتيس" كانوا حذرين من بناء العلاقات مع "بن سلمان" بهذه السرعة.

ولفت المقال إلى أن علاقة "كوشنر – بن سلمان" توطدت إلى درجة عدم تعيين سفير لواشنطن لدى الرياض، مؤكدا أن "الطريقة الوحيدة لإنقاذ العلاقات الأمريكية السعودية هي الحد من العلاقة مع "بن سلمان".

ومع أن أمريكا لا تختار ملك المستقبل في السعودية، بحسب "هايدن"، إلا أنها تستطيع تحديد كيفية التعامل معه، "فلو لم ينج ولي العهد من مؤامرات القصر، فإنه لن ينجو من ردة الفعل السلبية في واشنطن، خاصة مع رد فعل الكونغرس على مقتل خاشقجي"، حسب رأيه.

واختتم مدير الاستخبارات الأمريكية السابق مقاله بالإشارة إلى أن ملك السعودية القادم سيكون من الجيل الثاني للعائلة المالكة (أبناء إخوة الملك المؤسس)، مؤكدا أن عافية واستمرار العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة تقتضي أن لا يكون هذا الملك هو "محمد بن سلمان".

  كلمات مفتاحية

السعودية أمريكا محمد بن سلمان مايكل هايدن جاريد كوشنر الرياض واشنطن دونالد ترامب