تزايد الغموض بشأن العثور على جثتي شقيقتين سعوديتين في نهر "هدسون" بمدينة نيويورك، منذ نحو أسبوع، بالتزامن مع معلومة جديدة أدلت بها والدة الضحيتين للشرطة الأمريكية، وتشير إلى تلقيها اتصالا مفاجئا من السفارة السعودية طلب من العائلة مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن حياة ابنتيها في خطر، بعد أن تقدمتا بطلب لجوء سياسي.

وذكرت مصادر في الشرطة الأمريكية، الثلاثاء، أن والدة الشقيقتين السعوديتين "روتانا فاريا" (23 عاما) و"تالا فاريا" (16 عاما) أخبرت المحققين أن ابنتيها تقدمتا بطلب لجوء في الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أنها تلقت مكالمة هاتفية يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، من السفارة السعودية في واشنطن، أي قبل يوم واحد من العثور على الجثتين في نهر "هدسون"، تقول إن إقامة أسرتها في الولايات المتحدة في خطر، لأن الفتاتين قدمتا طلب لجوء.

وأوضحت الشرطة، أن جثتيهما جرفتا على الشاطئ، وكانتا مقيدتان بشريط لاصق، ووجهاهما يلاصقان بعضهما بعضا، وكانت الشقيقتان ترتديان ملابسهما بالكامل، دون ظهور أي علامة واضحة على وجود صدمات، وحتى اللحظة لم يتم تحديد سبب الوفاة.

وتراجعت السلطات الأمريكية، الثلاثاء، عن فرضية انتحار الفتاتين بمحض إرادتهما، بعد أن كانت قد اشتبه سابقا بأن الفتاتين قد يكونا انتحرتا بأسلوب غريب، بعد ربط بعضهما البعض بشريط لاصق من خصريهما، ومن ثم القفز من فوق جسر جورج واشنطن في النهر.

واعتبرت السلطات أن الجثتين المتقابلتين وجها لوجه ليس بهما ضرر يشير إلى سقوطهما من ارتفاع شاهق، فضلا عن الشريط اللاصق، وكان لا بد أن تظهر آثاره على يديهما، علاوة على ذلك لم يعثر المحققون على كدمات أو علامات واضحة ناتجة عن اصطدام جسدي الفتاتين بالمياه، وكان لابد لتلك العلامات من الظهور، نظرا للارتفاع الكبير لجسر جورج واشنطن.

وتحاول الشرطة الكشف عن جوانب أخرى تتعلق بالهجرة، لأن مصادر التحقيق بيّنت أيضا أن الأم قالت للمحققين إنها فقدت ابنتيها منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، وإنها أبلغت الشرطة في فيرفاكس في فرجينيا حيث تقيم، وأكدت أن الشرطة عثرت عليهما ولكن الفتاتين لم تعودا إلى البيت وإنما ذهبتا إلى العيش في ملجأ محلي، رفض رجال الشرطة الكشف عن مكانه حرصا على سلامتهما.

ولم تعثر الشرطة على أسباب ابتعاد الفتاتين عن منطقة إقامتهما في فيرفاكس في ولاية فرجينيا، أكثر من 250 ميلا والوصول إلى شمال شرقي منهاتن.