يعيش نادي ريال مدريد الإسباني موقفاً من أصعب المواقف في تاريخه، بسبب أدائه الضعيف ونتائجه السيئة محلياً وقارياً، وآخرها الهزيمة المذلة أمام الغريم اللدود برشلونة، بنتيجة 5-1، ما جعل موقفه يتأزم ببطولة دوري الدرجة الأولى "الليغا"، حيث يحتل حالياً المركز التاسع.

ولم تقتصر أزمة ريال مدريد على موقفه في جدول ترتيب "الليغا"، حيث خسر أمام سسكا موسكو الروسي في دوري أبطال أوروبا "تشامبيونزليغ"، وفاز بصعوبة بهدفين مقابل هدف على فيكتوريا بلزن التشيكي المتواضع.

وحملت جماهير ريال مدريد بمختلف دول العالم الإدارة برئاسة "فلورنتينو بيريز"، مسؤولية انهيار الملكي هذا الموسم، بسبب عدم إبرام صفقة جيدة لتعويض رحيل النجم البرتغالي "كريستيانو رونالدو" إلى يوفنتوس الإيطالي.

وتساءلت الجماهير حول السبب الحقيقي في عدم إبرام صفقات ضخمة خلال السنوات القليلة الماضية، على عكس العادة تحت قيادة "بيريز".

وارتبطت العديد من أبرز نجوم كرة القدم بالانتقال إلى ريال مدريد في فترات الانتقال الأخيرة، وأبرزهم البرازيلي "نيمار" نجم باريس سان جيرمان ولاعب برشلونة السابق والبلجيكي "إيدين هازار" نجم تشيلسي الإنجليزي، إلا أن النادي الملكي لم يتحرك بشكل جاد تجاه أي من تلك الصفقات.

لكن مع الوقت تكشف سببًا واضحًا لعدم إبرام الصفقات المنتظرة، بعدما أعلن نادي العاصمة الإسبانية عن مشروعه التاريخي لتجديد وتوسعه ملعبه "سانتياغو برنابيو" وهو المشروع الذي أكدت تقارير أنه سيحتاج إلى ميزانية لن تقل عن 600 مليون يورو.

وكانت تقارير عديدة قد أكدت في العام الماضي أن ريال مدريد اقترب من التعاقد مع بعض الشركات الكبرى لرعاية مشروع الملعب الجديد، مقابل الحصول على حقوق الاسم لفترة طويلة، لكن تلك الصفقات لم تكتمل.

وحصل "بيريز" على موافقة الجمعية العمومية لنادي ريال مدريد في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، من أجل بدء المشروع التاريخي رسميًا، دون مساهمة أي رعاة، وهو ما سيجبر ريال مدريد على الحصول على قرض سنوي بقيمة تقترب من 25 مليون يورو، تمتد لثلاثين عامًا.

وطمأن "بيريز" جمعيته العمومية بأن الملعب الجديد الذي من المقرر أن تنتهي أعمال تطويره في غضون 4 سنوات سيعود بأرباح إضافية تقارب 150 مليون يورو سنويًا في المستقبل، وهو ما سيعوض تكلفة الاقتراض.

ورغم أن مشروع الملعب الجديد يمثل حلمًا لجماهير ريال مدريد بشكل عام، وليس رئيس النادي فقط، لكن اتهامات بدأت تحاصر "بيريز" بأنه كان أنانيًا في رغبته بالإسراع في مشروع الملعب الجديد ليكتبه التاريخ باسمه، مقابل التأثير على مستقبل فريق كرة القدم.