أعلن مجلس جنيف لحقوق الإنسان والعدالة، ترحيبه بقرار المجلس الفيدرالي السويسري (يمثل الحكومة في البلاد) بوقف صادرات السلاح إلى السعودية، على وقع قضية اغتيال الصحفي السعودي، "جمال خاشقجي".
ودعا المجلس، وهو منظمة حقوقية دولية، في بيان نشره الخميس باقي الدول الأوروبية إلى اتخاذ موقف مماثل، معتبرا أن ذلك القرار يمثل موقفا متقدما للانتصار لضحايا جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في حربها على اليمن المستمرة منذ ما يزيد على 3 أعوام.
ووصف البيان القرار السويسري بأنه يمثل انتصارا للقيم الأوروبية في التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي يتم ارتكابها في السعودية عبر اعتقال واستهداف المعارضين وناشطي حقوق الإنسان والدعاة ومعتقلي الرأي.
وأشادت مسؤولة الشرق الأوسط في مجلس جنيف الحقوقي، "سلمى عجم"، بدور الأحزاب السويسرية التي أطلقت حملة شعبية للضغط على الحكومة في البلاد من أجل التراجع عن خطط لتخفيف القيود على صادرات الأسلحة والسماح للشّركات السويسرية ببيع أسلحة لدول تعيش حالة حرب بما في ذلك إلى السعودية.
ورأت "عجم" أن القرار الجديد انحياز لاعتبارات القيم الإنسانية وحقوق الإنسان وتجاوب مع مسؤولياتها القانونية والأخلاقية وليس في مواجهة مصالحها وما يمكن أن تربحه من أموال.
وتبلغ المبادلات التجارية بين سويسرا والسعودية نحو 2.250 مليار دولار سنويا، وفي العام الماضي، باعت سويسرا مواد حربية إلى السعودية بقيمة 4.8 ملايين فرنك، ما يجعل الرياض عميلا من الدرجة الأولى بالنسبة لصناعة الأسلحة السويسرية.
وحث مجلس جنيف لحقوق الإنسان والعدالة إلى أوروبي موحد إزاء وقف بيع الأسلحة للسعودية، خاصة أن ما تتورط به الرياض في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن وانتهاكاتها الداخلية لحقوق الإنسان يحتم على دول الاتحاد الأوروبي اتخاذ مواقف فورية لوقف بيع الأسلحة لها وعدم المشاركة بانتهاكاتها للمدنيين باعتبار أن ذلك يمثل تواطئا في تلك الانتهاكات.
كما استعرض المجلس الحقوقي الدولي ما قال إنه "السجل الأسود للسعودية في حقوق الإنسان" وارتكابها بشكل متواصل انتهاكات مروعة باعتقال واستهداف ناشطي حقوق الإنسان وصحفيين ومعارضين بما يبرز طبيعية النظام المستبد الذي يحكم في البلدين.
واعتبر مجلس جنيف الحقوقي أن تورط السعودية بقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في الثاني من الشهر الماضي، وما أثاره ذلك من انتقادات دولية عارمة، يضع مواقف الدول الأوروبية على المحك.
