صفقة أم انتقام؟ هكذا يؤثر خاشقجي بعلاقات السعودية وتركيا

الخميس 1 نوفمبر 2018 07:11 ص

إلى ماذا سينتهي السجال التركي السعودي حول قضية اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"؟

سؤال طرحته مجلة "الإيكونوميست"، الخميس، إثر مؤشرات أكدت إصرار تركيا على عدم طي ملف القضية، منها تسريبات إعلامية حول إطلاع أنقرة مديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية "جينا هاسبل" لتسجيل يوثق عملية الاغتيال، ومطالبتها الرياض بتسليم المتهمين الـ 18 الموقوفين لديها، وإصدار المدعي العام بإسطنبول "عرفان فيدان" بيانا رسميا أكد فيه أن "خاشقجي" قتل خنقا فور دخول القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتم تقطيع جثته.

وفي معرض الإجابة، ذكرت المجلة البريطانية أن نقل المسؤولين الأتراك للتسريبات حول عملية الاغتيال، وامتناع "رجب طيب أردوغان" عن تأكيدها، قد تؤشر إلى أن الرئيس التركي يرغب في الحصول على تنازلات من السعودية مقابل السماح بحفظ ماء وجه ولي عهدها "محمد بن سلمان"، بحسب محللين.

ووفق هكذا افتراض، فإن المقابل الذي سيدفعه السعوديون ربما يشمل ضخ أموال بالاقتصاد التركي المتعثر، إضافة إلى اعتذار خاص، بحسب الصحيفة التي أكدت أن تركيا غاضبة بسبب استخدام مقر البعثة الدبلوماسية السعودية بإسطنبول كغرفة للتعذيب.

إسقاط الوريث

وفي المقابل، قد يدير "أردوغان" تداعيات الجريمة لكبح ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" أو حتى سد طريقه إلى العرش.

هذا ما رجحه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مرمرة في إسطنبول "بهلول أوزكان" قائلا: "أردوغان لا يريده (بن سلمان) كملك".

وعن خلفيات ترجيح رغبة الرئيس التركي في هكذا سيناريو، أشارت الإيكونوميست إلى أن الخلاف بين حكومة "أردوغان" والسعودية يعود إلى نحو عقد من الزمان، وهو ما فاقمه "بن سلمان"، الذي هدد بمهاجمة إيران، وفرض حصارا على قطر، ودعم المتمردين الأكراد في سوريا، وواصل تأييد حملة ضد الإخوان المسلمين في مصر، وجميعها أفعال عارضتها تركيا بشراسة.

ورغم حذر حكومة "أردوغان" من استفزاز السعوديين وحلفائهم الخليجيين، الذين استثمروا مليارات الدولارات في تركيا، ومحاولتها التقليل من هذه الخلافات، إلا أن "بن سلمان" لم يفعل ذلك، إذ وصف تركيا بأنها جزء من "مثلث الشر" الإقليمي في وقت سابق من هذا العام.

صراع إقليمي

وفي سياق متصل، تشير الإيكونوميست إلى صراع إقليمي أيدولوجي بين تركيا والسعودية حول رؤيتين متنافستين للإسلام السياسي، فبينما يدين "أردوغان" بشرعيته للانتخابات والدعم الشعبي، لا يدين "بن سلمان" سوى لسلالة العائلة السعودية ودعم القصر الملكي.

لذا يؤكد "أوزكان" أن "النموذج التركي يخيف ولي العهد السعودي"، لاسيما في أعقاب الربيع العربي، عندما ساهمت الحركات الإسلامية في إسقاط الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا، وعززت مكاسبها عبر الانتخابات، وفقا لما نقلته المجلة البريطانية.

ويضيف الأكاديمي التركي في هذا السياق: "السعوديون والإماراتيون يخافون من رغبة شعبيهما في إجراء انتخابات يوما ما".

وخلصت المجلة البريطانية إلى أن "أردوغان" لديه فرصة لإجبار العاهل السعودي والأمريكان على سحب دعمهم لـ "بن سلمان"، إذا أفرج عن الأدلة التي تربط بين ولي العهد والأمر بقتل "خاشقجي"، لكن خطرا أكبر يهدد ذلك، وهو تأكيد "ترامب" على أنه لن يسمح بأن يقف موت الصحفي السعودي في طريق علاقات الحكومتين الأمريكية والسعودية.

فـ "أردوغان" لن يحاول إزاحة "بن سلمان" من تلقاء نفسه إلا بدعم أمريكي، إذ أن انتقام ولي العهد الشاب، الذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه، هو آخر ما يحتاجه الرئيس التركي.

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا محمد بن سلمان جمال خاشقجي الإخوان المسلمون إيران

حصاد 2019.. شراكة تركية مع قطر وتدهور سعودي وعداء إماراتي