حزب الله يشتري ولاء مقاتلين تخلت عنهم أمريكا جنوبي سوريا

الخميس 1 نوفمبر 2018 10:11 ص

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن "حزب الله" اللبناني، الموالي لإيران، يدفع أموالا لمقاتلين بالمعارضة السورية المسلحة، بهدف تغيير انتماءاتهم، بعدما انقطع عنهم الدعم المالي الأمريكي العام الماضي.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، الخميس، عن قائد سابق بالمعارضة، أن عرض "حزب الله" للأموال، يهدف إلى دعم قوة عسكرية متنامية في الجنوب السوري، بما يعزز تواجده بالقرب من الحدود مع دولة الاحتلال، بعدما بدا سابقا أن قواته تنسحب من المنطقة تجنبا للضربات الجوية الإسرائيلية.

وأضاف أن الحزب نجح في تجنيد ما يصل إلى ألفي مقاتل بالفعل، ما يمثل خطرا على (إسرائيل) التي طالما أكدت أن إيران تمثل تهديدا وجوديا لها، وحذرت من أنها لن تسمح بتواجد قوات موالية لطهران قرب حدودها.

وتعتمد قوات النظام السوري وحليفتها روسيا على "حزب الله" وغيره من المنظمات الموالية لإيران، لمحاربة المسلحين في الجنوب السوري، خاصة هؤلاء المنتمين لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في هذا الصدد، إلى تأكيد مبعوث الولايات المتحدة في سوريا "جويل ريبورن"، أن "تجنيد حزب الله لمقاتلين في جنوب سوريا يمثل احتمالا مزعزعا للاستقرار".

وأضاف "ريبورن" في مؤتمر بالعاصمة البحرينية المنامة، أن "فكرة توسيع حزب الله لوجوده بالقرب من مرتفعات الجولان وبالقرب من الحدود الإسرائيلية، يزيد من فرص الصراع هناك".

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن محلل لشؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "إيميل حكيم"، قوله إن "التطورات الحالية تؤشر إلى أن الجنوب السوري، سيكون نقطة ارتكاز الصراع المقبل في المنطقة".

موقف البنتاغون

وفي المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "شون روبرتسون": "نحن على دراية بالنظام والقوات المتحالفة التي تجند أعضاء سابقين بالمعارضة في أعقاب اتفاقات المصالحة جنوبي سوريا"، مشيرا إلى اتفاقات تخلى فيها مسلحو المعارضة عن أراض وسط تصاعد الهجمات من جانب القوات الروسية والسورية.

وطالما قالت الولايات المتحدة، إن طرد القوات المتحالفة مع إيران من سوريا، يعد هدفا مركزيا بالنسبة لقواتها، البالغ قوامها 2000 جندي، وشرط مسبق لتخصيص الأموال لإعادة بناء البلد الذي مزقته الحرب.

وتهدف إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بجزء من فرض عقوبات على إيران، إلى إجبار طهران على وقف دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.

وبينما كان النظام وحلفاؤه مستعدين للتحرك ضد معقل مناهض بجنوب غرب سوريا، بوقت مبكر من هذا الصيف، بدا أن إيران تحرك ميليشياتها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية لتخفيف التوتر مع روسيا.

وقال مسلحو المعارضة لاحقا، إن بعض مقاتلي الميليشيات كانوا يرتدون زي الجيش السوري في محاولة لتجنب المزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.

خروج وهمي

وعن هذه التطورات علق القائد السابق بالمعارضة السورية المسلحة، قائلا إن "إخراج روسيا لإيران خارج سوريا ليس سوى وهم، إذ لا يمكنها الاعتماد على الجيش السوري".

وبحسب منظمة "إيتانا" المدنية جنوبي سوريا، فإن إيران أنشأت فرعًا لمنظمة دينية شيعية، هي الزهراء، في محافظة درعا، بعد زيارة للمنطقة من قبل ممثل عن المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن الانضمام إلى "حزب الله"، يوفر ضمانة ضد الاعتقال من قبل الحكومة السورية بالنسبة لمقاتلي المعارضة السورية السابقين، كما يوفر لهم راتبا شهريا قدره 250 دولارا، وهو ما يمثل قيمة أكبر مما يقدمها جيش النظام السوري ويعوض هؤلاء المقاتلين عن الدخل المفقود جراء قطع دعم الولايات المتحدة لمنظماتهم.

انسحاب أمريكي

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، أرسلت السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان رسائل عبر تطبيق "واتس آب"، إلى قادة المعارضة المسلحة في الجنوب، مفادها أنهم لا ينبغي أن يدخلوا في معركة مع قوات النظام "بافتراض أو توقع تدخل عسكري من جانب الولايات المتحدة".

وأدى هذا الانسحاب الأمريكي إلى شعور مقاتلي المعارضة المسلحة بالخيانة، بحسب القائد السابق بالمعارضة السورية المسلحة، الذي أكد أنهم ترجموا الرسالة الأمريكية باعتبارها توجيها بالذهاب إلى روسيا أو إيران أو حتى للنظام.

وفي المقابل، يرى القادة الإيرانيون تنامي وجود قوات تابعة لهم رادعا فعالا ضد العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الأراضي الإيرانية، وفقًا لتقييم البنتاغون لعام 2015.

ولذا، أكد أمين عام "حزب الله"، "حسن نصرالله"، بخطاب ألقاه في يونيو/حزيران الماضي، أن قوات الحزب موجودة في سوريا بناء على طلب قيادة النظام، مضيفا: "لم نذهب إلى سوريا وفق مشروعنا الخاص".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله إيران سوريا إسرائيل روسيا أمريكا لبنان تنظيم الدولة الأردن