قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إن الصين تمثل أكبر تحد للأمن القومي الأمريكي على المدى الطويل، واصفا تجسسها الصناعي على قطاع الطيران الأمريكي بأنه "تصرف غير مناسب ولا يتسق مع كونها قوة عظمى أو رائدة في العالم".

جاء ذلك بعد اتهام 10 من عملاء الاستخبارات الصينيين رسميا بالسعي لسرقة الملكية الفكرية لشركات تابعة لقطاع الطيران الأمريكي، وهو ما وصفه المتحدث باسم الخارجية الصينية "لو كانغ"، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة بكين، بـ"المختلق".

وأضاف "بومبيو"، في مقابله إذاعية مع مقدمة البرامج الأمريكية الشهيرة "لورا إنغرام"، أن "الصين تجني مئات المليارات من الدولارات عبر سرقة الملكية الفكرية، ويتعين عليها أن تجد سبيلا لإيقافها".

وتابع أن الولايات المتحدة تشارك في جهود متعدد الجوانب "لإقناع الصين بالتصرف كدولة طبيعية في التجارة"، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تواجه التحدي الصيني على مختلفة الأصعدة.

وأكد "بومبيو" أن "التجارة العادلة والمتبادلة" مع الصين أحد الأهداف الرئيسية التي يسعى البيت الأبيض لتحقيقها، مشيرا إلى أن تنامي قوة بكين الاقتصادية حول العالم مع استمرار حربها التجارية ما زالت تشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.

ووفقاً لبيان أصدرته وزارة العدل الأمريكية، الثلاثاء الماضي، فإن المتهمين الصينيين تآمروا لاختراق بيانات خاصة بشركات في قطاع الطيران، بهدف سرقة معلومات عن محرك مروحة توربينية يستخدم في الطائرات التجارية، في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2010، ومايو/أيار 2015.

وسجل هذا الاتهام في يونيو/حزيران 2017، في المحكمة الفيدرالية لدائرة جنوب كاليفورنيا، لكن لم يُرفع حظر النشر عن القضية حتى الثلاثاء الماضي.  

ومن بين عملاء الاستخبارات الصينية المشتبه في تورطهم "زا رونغ" و"تشاي منغ"، اللذان كانا يعملان لصالح مندوبية تابعة لوزارة أمن الدولة الصينية في مقاطعة جيانجسو، وهو الفرع الذي تحمله الولايات المتحدة مسؤولية أعمال التجسس.

وهذا هو ثالث اتهام بالتجسس على شركات توجهه وزارة العدل الأمريكية للصين، في وقت اشتعلت فيه الحرب التجارية بين البلدين، حيث فرض كل منهما رسوماً متبادلة على سلع بمئات المليارات من الدولارات، خلال الأشهر القليلة الماضية.

وطالما طالب "ترامب" بوضع حد لسرقة الملكية الفكرية، وشدد على ضرورة العمل لتصحيح العجز التجاري الكبير لصالح الصين.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كثف نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" حملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد بكين عبر اتهامه الصين بجهود الوقوف وراء "جهود خبيثة" لتقويض "ترامب" قبل انتخابات الكونغرس، المقررة يوم الثلاثاء المقبل، والأعمال العسكرية الطائشة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وهو طريق تجاري آسيوي كبير.