قدمت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، الخميس، اعتذارها للسعودية بعدما ذكرت في كتيب لها أن قطاعا من شعب المملكة ينحدر من أصول "زنجية" (Nigger) وهي كلمة تعتبر مسيئة في الولايات المتحدة.

وقدم المتحدث باسم القيادة المركزية، "بيل أوربان"، اعتذاره إلى كل من استاء من الكتيب، لافتا إلى أن العبارة الواردة فيه كانت على الأرجح في النسخ القديمة.

وأعلن "أوربان" أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين بدأوا عقب الحادث بمراجعة الوثائق المنشورة سابقا على موقع القيادة المركزية، للتأكد من أنها لا تحوي "مواد غير مناسبة".

وفي يونيو/حزيران الماضي، نشرت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي كتيبا يهدف لإطلاع مجموعة من 140 مستشارا أمريكيا متواجدين في السعودية، والمختصين بتصدير الأسلحة إلى الرياض على هوية المملكة وتاريخها ومميزاتها.

ويضم الكتيب 69 صفحة، ويشير إلى أن لدى الشعب السعودي المنحدر من العشائر القاطنة في شبه الجزيرة العربية منذ قديم الزمان، بعضاً من دم الزنوج الذين جاؤوا من إفريقيا؛ حيث استخدم الكتيب كلمة "Nigger" في الإشارة إلى هؤلاء.

ورغم أنه في اللغة لا تعد كلمة "زنوج" (Nigger) كلمة عنصرية؛ إذ تعرفها معظم قواميس اللغة على أنهم سُلالات منحدرة من القبائل الإفريقية، تتميز بالجلد الأسود، والشعر الجعد، والشفة الغليظة، والأنف الأفطس، زيسكنون حول خط الاستواء.

غير أن الربط التاريخي بين المصطلح وما حدث مع الأفارقة بعد جلبهم من بلادهم، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، واستعبادهم لدى الأمريكيين البيض، جعل استخدام هذا اللفظ أمرا مزعجا، لعلاقته بما تعرض له الأفارقة في تلك الفترة من أوضاع مأساوية، إذ كانوا بلا أي حقوق وكانت القوانين ذاتها لا تعترف بهم، حتى ظهرت حركة الحقوق المدنية، "مارتن لوثر كينج".

فقد كانت هذه الحركة تستهدف تجريم التمييز العنصري ضد الأمريكيين الأفارقة، وانتشر أتباعها في الولايات المتحدة خاصة جنوب البلاد، بين عامي 1955 و1968، ورغم نجاح الحركة في إصدار تشريعات تجرم العنصرية ضد الأمريكيين من أصول إفريقية، ظل اللفظ يستخدم كأحد الألفاظ المهينة لأصحاب البشرة السوداء.