نشرت مجلة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية كاريكاتيرا تصدر غلافها، وأظهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والروسي "فلاديمير بوتين"، وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، في مقدمة آخرين، وعنونت الغلاف بـ"عالم المتوحشين".
وقالت المجلة إن هناك العديد من الشواهد التي تشير إلى أن العالم دخل عضرا جديد من التوحش؛ حيث يسود شعور بالإفلات من العقاب لدى الأقوياء.
وذكرت المجلة أن من بين هذه الأمور، التي جعلت العالم يدخل هذه الحقبة، اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، واصفة الأمر بـ"الجريمة الشنيعة داخل القنصلية السعودية بإسطنبول".
المجلة تحدثت، أيضا، عن اعتقال مدير الإنتربول في الصين في تحد لكل الأعراف الدولية، على حد قولها، وهجوم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المتكرر وغير المسبوق من نوعه ضد الصحافة، والآن انتخاب يميني متطرف، رئيسا للبرازيل، والأخير وصفته المجلة بأنه شديد الحنين إلى الديكتاتورية، وعنصري في العلن، وكاره للنساء، حسب ما ترجمته "القدس العربي".
وأكدت أنه منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لم يتم قط انتهاك قواعد القانون الدولي بالشكل الحاصل اليوم؛ حيث بات بالإمكان الدخول إلى بلد أجنبي واستخدام العنف للانتقام من شخصية وإهانتها، وذلك من دون الخشية من أي عقاب؛ إذ يفرض الرئيس الصيني و الروسي وغيرهم، مثلا، قواعدهم الخاصة، والتي تلقى إعجاب العشرات من الزعماء الاستبداديين الآخرين، لقدرتهم على معارضة الغرب.
وأوضحت "كورييه إنترناسيونال" أن "بن سلمان"، انضم إلى صفوف نادي المستبدين المتوحشين، بعد أن راكم جميع السلطات في يده، ولَم يعد للمعارضين والمنتقدين، بمن فيهم "خاشقجي"، مكانا في قاموسه، وبات مصيرهم الاختفاء، كما هو الحال في عهد "ستالين"، أوالاختطاف، كما كان سائدا في عهد الأنظمة الدكتاتورية بأمريكا الجنوبية خلال عهد "بينوشيه".
ونقلت المجلة عن الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، "مايكل غيرسون"، قوله: "إن عهد دونالد ترامب، هو أيضا عهد الفظائع الجماعية، وذلك ربما ليس من قبيل الصدفة؛ فهناك الحرب الوحشية التي تقودها السعودية في اليمن، متسببة في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة".
وأضاف: "هناك أيضا النزاع السوري والذي لا يزال جرحا دمويا. بالاضافة إلى استمرار السلطات الصينية في سجن أعداد كبيرة من أفراد الأويغور، وأخطر من ذلك استمرار عمليات التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغيا في بورما، وأيضا الحرب في جنوب السودان المستمرة منذ خمسة أعوام. وكذلك ابتزازات النظام في كوريا الشمالية".
وقال إنه "عندما تتراجع الولايات المتحدة عن دورها الريادي على الساحة الدولية، فإن ذلك الفراغ سيتم شغله بسرعة من قبل المستبدين العدوانيين، الذين يمكنهم ممارسة الوحشية والإفلات من العقاب".
