الخليج الجديد

أوضح «د.محمد باجودة» مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة أن ثوب الكعبة في السابق كان يأتي من خارج المملكة العربية السعودية، إلى أن أمر الملك «عبد العزيز آل سعود» بإنشاء دار خاصة لحياكة ثوب الكعبة في المملكة، وكان موقعه سابقا في «حي أجياد»، ثم انتقلت إلى «حي التيسير».

وأشار «باجودة» في حواره مع صحيفة «الحياة» السعودية إلى أنه يستغرق صناعة ثوب الكعبة ثمانية أشهر متواصلة من العمل، وتبلغ تكلفته الإجمالية ما يقارب 22 مليون ريال سعودي، أما بالنسبة لعدد العاملين بالمصنع فيبلغون 200 عامل، وفي قسم الحزام فقط أكثر من 70 عاملا، مؤكدا أن المصنع يضم أكبر «ماكينة» خياطة في العالم، حجمها يصل إلى حوالي 15 مترا، خاصة بتجميع طاقات القماش المصنوع من الحرير الإيطالي أو السويسري وتعمل بنظام التحكم الآلي. كما يستهلك الثوب الواحد حوالي 120 كيلو خيط من الذهب، و100 كيلو من الفضة، ويتم إحضارها من إيطاليا.

تلك الإعتبارات السخية في صناعة ثوب البيت الحرام، لاقت انتقادات واسعة سواء من السعوديين أنفسهم أو من المتابعين بصورة عامة، حيث وجهوا انتقادات للمملكة العربية السعودية لما وصفوه بـ«البذخ والإسراف» مقارنة مع واقع بعض الشعوب العربية الفقيرة. ومع واقع نسبة الفقر بالمملكة في المقام الأول، والتي تبلغ نسبتها حوالي 20% من المواطنين السعوديين. وذلك من إجمالي تعداد سكاني زاد عن 20 مليون نسمة.

ويستشهد البعض بـ موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حين قيل له «يا أمير المؤمنين ، ألا تكسوا الكعبة بالحرير ؟.. فقال: بطون المسلمين أولىَ». على أن هذه الكلفة الضخمة أولى بأن يتم توزيعها على الفقراء وتحقيق مشاريع لرفع مستوياتهم.

فيما قال نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على الخبر: «مشكلتنا ليس قلة اﻷموال والموارد كما في سابق عهد عمر رضي الله عنه، الجميع يعرف أين تكمن المشكلة، ولو كلف لبس الكعبة مليار فهذا لن يضير شيئا، الخير وافر وكثير لكن لا عدل في التوزيع .. حسبنا الله ونعم الوكيل».

بينما قال آخر: «والله لو وزعت على فقراء الوطن العربي لاغنتهم وليس فقط سدت جوعهم قال تعالى ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين». ويختتم الأخير متهما السعودية بالعمالة لأمريكا، وبارتكابها مايفوق هذا من قرارات واعتبارات غير منصفة بحق شعبها، قائلا: «آل سعود عملاء الغرب ..عادي بتتوقع منهم اي شيء»