قال الرئيس الأمريكي "​دونالد ترامب" إن اليمن أسوأ مكان على وجه الأرض الآن، متهما السعودية التي تقود التحالف العربي بسوء استخدام الأسلحة الأمريكية في اليمن.

وفي لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، أكد الرئيس الأمريكي أن التحالف العسكري العربي، الذي تقوده السعودية في ​اليمن،​ لم يحسن استخدام القنابل الأمريكية في قصفه للأهداف.

وقال "ترامب" في مقابلة مع  صحيفة "أكسيوس": "إنه لأمر مروع ما حدث للحافلة مع الأطفال في اليمن.. هل يزعجني هذا؟ -هذا ليس تعبيرا قويا بما يكفي (لما أشعر به)، هؤلاء أناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع السلاح".

وهذا أول اتهام يصدر عن الرئيس الأمريكي بإساءة استخدام الأسلحة الأمريكية في اليمن، على الرغم من تعالي الأصوات والدعوات لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، بسبب العدد الهائل من الضحايا المدنيين الذي سقطوا في الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.

وردا على سؤال: هل تستطيع الولايات المتحدة وقف بيع الأسلحة للسعودية؟ أجاب "ترامب": "نحن نراقب عن كثب الوضع في اليمن. هذا هو المكان الأكثر فظاعة على وجه الأرض الآن... سأتحدث إلى السعودية. ولا أريد أن تقع أسلحتنا في أيدي أشخاص لا يعرفون كيفية استخدام هذه الأسلحة".

جاء ذلك تزامنا مع تأكيد منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الغارة الجوية لقوات التحالف، والتي قتلت 26 طفلا وأصابت 19 آخرين على الأقل داخل أو قرب حافلة مدرسية في سوق ضحيان المزدحم بشمال اليمن، في 9 أغسطس/آب 2018، جريمة حرب.

 ودعت "هيومن رايتس ووتش" إلى تجميد مبيعات الأسلحة للسعودية فورا، ودعم التحقيق المستقل للأمم المتحدة في الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن.

وفي الإطار ذاته، وجهت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية انتقادات شديدة لحكومة "تريزا ماي"؛ بسبب عدم اتخاذها موقفا حاسما من السعودية فيما يتعلق بالحرب اليمنية، والتي خلفت "أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

وطالبت الصحيفة بتعليق توريد الأسلحة البريطانية إلى السعودية، مستشهدة بالتحذيرات التي أطلقتها منظمات دولية من أن الحرب قد تخلف أسوأ مجاعة في القرن الحالي، وتنذر بالقضاء على اليمن قريبا، الذي كان بالفعل بلدا فقيرا قبل أن تسقط عليه القنابل السعودية.

وذكرت الصحيفة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك 7 ملايين طفل يمني مهددون بالموت جوعا "وهذا العدد يفوق إجمالي تعداد سكان أسكتلندا".

وانزلق اليمن إلى حرب أهلية تسعى فيها الحكومة المعترف بها دوليا التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية إلى استعادة المناطق التي سيطر عليها "الحوثيون" المتحالفون مع إيران.

ويسيطر "الحوثيون" على معظم الشمال بينما يتحكم التحالف بقيادة السعودية في المجال الجوي، وأي إعادة لفتح المجال الجوي تحتاج لاتفاق الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات في حدوث كارثة إنسانية تصنف بأنها واحدة من أشد الكوارث في العالم.

وتسبب الصراع الممتد منذ عامين ونصف العام في زيادة مستويات الجوع والمرض وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص في الحرب.