تراجع حدة مسيرات العودة بغزة وسط تقدم جهود التهدئة

الاثنين 5 نوفمبر 2018 06:11 ص

شهدت الحدود البحرية بين قطاع غزة و(إسرائيل)، اليوم الإثنين، تراجعًا ملحوظًا في حدة "مسيرات العودة"، في ظل استمرار وتقدم الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة شاملة في القطاع.

وعصر الإثنين، توافد المئات من الفلسطينيين نحو الحدود البحرية شمالي القطاع، للمشاركة بفعاليات المسيرة البحرية الـ15؛ التي تنطلق ضمن فعاليات "مسيرات العودة وكسر الحصار".

وخلال الفترة الماضية، كان المتظاهرون يلقون القنابل الصوتيّة باتجاه القوات الإسرائيلية، ويطلقون البالونات والطائرات الورقية الحارقة نحو الأراضي الزراعية الإسرائيلية.

كما كانوا يحاولون اقتحام الحدود، ويقومون بقص الأسلاك الشائكة التي تضعها (إسرائيل)، لكنّ تلك المشاهد اختفت اليوم.

وخلال مظاهرات اليوم، لم يُشعل الفلسطينيون إطارات المركبات المطاطية، وابتعدت القوارب المشاركة في التظاهرة عن الحدود البحرية مع (إسرائيل) لنحو 500 متر.

لكن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي (كرات معدنية مغلفة بالمطاط) باتجاه المتظاهرين.

وقال الناطق الإعلامي باسم "الهيئة الوطنية لكسر الحصار" (غير حكومية) "أدهم أبوسلمية"، إن "مسيرات العودة هدفها رفع الحصار عن غزة وعودة اللاجئين".

واعتبر "أبوسلمية"، في تصريح للأناضول، أن "ارتفاع وتيرة هذه المسيرات أو انخفاضها يرتبط بالحراك السياسي الذي تقوده مصر وقطر والأمم المتحدة (لتحقيق التهدئة ورفع الحصار)".

كما رأى أن "المسيرات تتأثر بمدى قدرة الحراك الإقليمي والدولي الجاري على تحقيق متطلبات شعبنا".

وأوضح أن "الحراك السياسي العربي والدولي يهدف لتخفيف الحصار، والشعب الفلسطيني في غزة بدأ يلحظ تحسينات في ظروف المعيشة، وأهمها تحسن ساعات وصول التيار الكهربائي".

من جانبه، قال عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار (تتألف من الفصائل الفلسطينية) "طلال أبوظريفة"، إن "مباحثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية و(إسرائيل) بوساطة مصرية تسير بشكل جيد".

وأضاف "أبوظريفة"، للأناضول،: "المسيرات مستمرة على حدود غزة لكن بوتيرة التخفيف من أدواتها، مثل التقليل من البالونات الحارقة، ووقف إشعال إطارات السيارات، ووقف المساس بالسياج الأمني الفاصل".

ولفت إلى أن تلك الخطوات تأتي في سياق عدم إعطاء (إسرائيل) ذريعة لإفشال الجهود المصرية في الوصول لاتفاق تهدئة.

وفي وقت سابق اليوم، أجرى وفد أمني مصري برئاسة اللواء "أحمد عبدالخالق"، مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، زيارة إلى غزة استمرت عدة ساعات، استكمل خلالها مباحثات مع حركة "حماس" حول ملفي المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع (إسرائيل).

والخميس الماضي، كشف مصدر فلسطيني مُطلع، للأناضول، أن المخابرات المصرية، التي تقود جهود الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حققت تقدما ملموسا في مفاوضات التهدئة.

وتشمل بنود الاتفاق المرتقب، تخفيف الحصار عن قطاع غزة، مقابل وقف الاحتجاجات (مسيرة العودة) التي ينفذها الفلسطينيون قرب السياج الحدودي بين قطاع غزة و(إسرائيل).

ومنذ نهاية مارس/آذار الماضي، يشارك فلسطينيون في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة و(إسرائيل)، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار على المتظاهرين، وقنابل الغاز، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من مائتي شخص وجرح الآلاف.

  كلمات مفتاحية

مسيرات العودة فلسطين غزة محمد كوثراني