قررت النيابة العامة في مصر، في وقت متأخر من مساء الإثنين، إخلاء سبيل الإعلامية "منى عراقي" وفريق برنامجها بضمان محل إقامتهم، واستمرار حبس السيدة الثانية المُتهمة بـ"بيع الأطفال".

وحسب وسائل إعلام محلية، جاء قرار النيابة العامة بعد ساعات من القبض على "عراقي" و3 من فريق عملها التليفزيوني، بعد الاطلاع على بلاغ مقدم منها مسبقا بتفاصيل القضية.

وقالت "عراقي"، في بلاغها، إنها كانت تقوم بمهمة للكشف عن شبكات خطف وبيع الأطفال، وأنّها كانت خارج البلاد، وتلقّت من فريق إعداد برنامجها معلومة عن توسّط سيدة لبيع طفل إلى رجل عقيم، فطلبت من فريقها التنكّر في هيئة أثرياء من الخليج والاتصال بالسيدة لمحاولة شراء طفل منها على أن يتم تصوير الواقعة بالكامل وعرضها ضمن فقرات برنامج "المهمة"، الذي يذاع على قناة "النهار" (مصرية خاصة).

ورغم إخلاء سبيل "عراقي" وفريق عملها، فإن ذلك لا يعد تبرئة لهم؛ حيث أكدت النيابة العامة أنها وجهت لهم تهمة "خطف أطفال بغرض اختلاق وقائع" لعرضها في برنامجها "المهمة"، على أن يتم استكمال التحقيقات.

كانت سيدة مصرية تدعى "صفية"، وتعمل طباخة، تقدمت ببلاغ إلى أحد أقسام الشرطة بالقاهرة تتهم فيه الإعلامية وفريق عملها بإغرائها بالمال نظير خطف أحد الأطفال وتسليمه إليها.

وعلى الفور، ألقت قوات الأمن، الإثنين، القبض على المذيعة و3 من فريق برنامجها، وجرى التحقيق معهم أمام النيابة العامة، قبل أن يتم احتجازهم لاستكمال الإجراءات القانونية في التهم المنسوبة إليهم.

كان "أحمد حمزة"، محامي "عراقي"، صرح بأن موكلته وفريق العمل جرى القبض عليهم خلال تصوير إحدى الحلقات التلفزيونية، لافتا إلى أن الاتهامات الموجهة إليهم "غير صحيحة"، وتهدف للتشهير بالإعلامية التي تعمل على كشف "مافيا خطف الأطفال"، على حد قوله.

وتعرضت "عراقي" للتحقيق معها مرات عديدة، وأقيم ضدها عدد من الدعاوى القضائية، بسبب حلقات تلفزيونية مثيرة للجدل، أبرزها قضية "حمام باب البحر".

وفي تلك الحلقة من برنامج "المستخبي"، على قناة "القاهرة والناس" (مصرية خاصة)، اتهمت "منى" 26 شخصا كانوا يغتسلون في الحمام، بأنهم يمارسون الشذوذ الجنسي، ما دفع عددا من أولئك الرجال، لرفع دعاوى قضائية ضدها، وحُكم عليها بالسجن 6 أشهر، لكنها على حصلت على البراءة بعد استئناف الحكم.

وواصلت المذيعة المصرية إثارة الجدل، في برنامجها "انتباه" الذي عرض على قناة "النهار"، واتهمت بأنها تسيء للرجل المصري، عندما قالت إنه لا يفكر سوى في رغبته الجنسية، حينما يكون مع زوجته.

وعلى إثر ذلك، تم توجيه بلاغ ضدها، واتهامها بارتكاب فعل فاضح علني يخدش الحياء العام، ونشر أخبار كاذبة، لكنها حصلت مرة أخرى على البراءة.

تجدر الإشارة أن واقعة "منى عراقي" ليست الأولى في هذا الشأن، حيث جرى اتهام الإعلامية "ريهام سعيد" مقدمة برنامج "صبايا الخير" على قناة "النهار"، في القضية التي عُرفت إعلاميًا بـ"خطف الأطفال"، والتي وُجهت إليها تهم بـ"التحريض على الخطف، والاتجار بالبشر، وإذاعة ما يُكدِّر السلم والأمن في المجتمع".

يُشار أن ظاهرة خطف الأطفال باتت منتشرة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في مصر، وطالت آلاف الأطفال، ومن أهم الدوافع ورائها هو الاتجار بالأعضاء البشرية؛ إذ تشير النتائج الصادرة عن خط نجدة الطفل في 2015 إلى أن هناك 412 حالة اختطاف سنويا؛ أي بمعدل حالتين في اليوم.