لوبوان: إسرائيل دخلت الخليج من بوابة خاشقجي وفزاعة إيران

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 03:11 ص

اعتبرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن (إسرائيل) استغلت جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" المروعة، والغضب الدولي الذي أثارته، في عملية تواصل هائلة بحكومات خليجية، الشهر الماضي، انعكس في حال تقارب غير مسبوقة بين تل أبيب وعواصم خليجية، وذلك رغم أن تلك الحالة من التقارب لم تشمل السعودية، إلا أن شعور بعض الحكومات بالخطر من وتيرة الضغوط الدولية على الرياض دفعها لمحاولة التقارب تلك.

وقالت المجلة إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في أزمة "خاشقجي" أشعرت السعوديين بأهمية الاصطفاف مع (إسرائيل) لمواجهة أخطار إقليمية، أبرزها الخطر الإيراني، وهو الخطر الذي خلق حالة التقارب تلك من الأساس.

واستشهدت "لوبوان" بنص تصريحات "نتنياهو"، الذي وصف ما حصل لـ"خاشقجي" بالمروع، لكنه شدد على أنه "من المهم من أجل استقرار المنطقة والعالم، أن تبقى السعودية مستقرة، لأن إيران هي من يمثل الخطر الكبير"، مشيرة إلى الدفاع عن الرياض أمام الإدارة الأمريكية من قبل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

ونوهت "لوبوان" إلى أن دولا خليجية لم تعد تخفي التقارب الدبلوماسي مع (إسرائيل)، مشيرة الى إشادة وزير خارجية البحرين "خالد بن أحمد آل خليفة"، بتصريحات "نتنياهو" حول جريمة اغتيال "خاشقجي"، حيث كتب على "تويتر": "رغم الخلافات القائمة، إلا أنه لدى السيد بنيامين نتنياهو موقفا واضحا لأهمية استقرار المنطقة ودور المملكة السعودية في تثبيت ذلك الاستقرار".

وقالت إن "نتنياهو" وصف الزيارة الرسمية التي قام بها إلى سلطنة عمان قبل نحو أسبوعين بـ"الاستثنائية والتاريخية"، وهذه الزيارة هي الأولى على هذا المستوى منذ 22 عاما، أي قبل أن تغلق السلطنة التمثيل التجاري الإسرائيلي لديها بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000.

وبالتزامن مع تلك الزيارة، كانت وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلية، تزور العاصمة الإماراتية أبوظبي، لمرافقة وفد رياضي شارك في مسابقة الجودو العالمية، وذلك بعد سماح المضيفين للمرة الأولى بظهور الإسرائيليين مع رموزهم وإنشادهم النشيد الصهيوني "هاتكفاه".

كما قامت الوزيرة التي تم استقبالها رسميا، بزيارة مسجد الشيخ زايد، وشارك وزير الاتصالات الإسرائيلي "أيوب قرا"، في مؤتمر دولي للاتصالات بدبي بدعوة من نظيره الإماراتي. وطار وزير النقل الإسرائيلي إلى عمان لحضور مؤتمر دولي حول النقل، حيث عرض مشروع خط السكك الحديدية بين حيفا والخليج.

وأضافت المجلة: "يبدو أن المحظور أو (التابو) الإسرائيلي في منطقة الخليج العربي قد انهار".

وأشارت إلى أن (إسرائيل) معترف بها رسميا فقط من قبل مصر، التي وقعت معها معاهدة سلام في عام 1979؛ ثم الأردن منذ عام 1994، أما بالنسبة للبلدان العربية الأخرى، خاصة الخليجية منها، كان أي اعتراف بالدولة اليهودية مرتبطاً بتسوية مسبقة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ففي عام 2002، قدمت المملكة العربية السعودية مبادرة تفيد بأن الدول العربية مستعدة للدخول في علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) مقابل قيام دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 (وبالتالي بدون المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان المحتل).

لكن الأولويات تغيرت على ما يبدو، مع تزايد نفوذ إيران في المنطقة والذي يقلق (إسرائيل) أكثر من الدول الخليجية.

وأضافت "لوبوان": "يبقى معرفة ما إذا كانت باستطاعة قادة هذه الدول العربية إقناع الرأي العام في بلدانهم، بشرعية هذا التحول الدبلوماسي، بعد أن حشدوه على مدار عقود ضد الدولة اليهودية، لتبرير حكمهم الاستبدادي".

واعتبرت المجلة أن التقارب الإسرائيلي الخليجي جاء حتى قبل وجود إرهاصات من تل أبيب تدل على نيتها منح الفلسطينيين حق إقامة دولتهم، كما كان مقررا مسبقا.

واستشهدت المجلة بتصريحات "بنيامين نتنياهو" في بداية نوفمبر/تشرين الثاني، قبل يوم من الكشف عن زيارته لعمان، حيث قال: "لقد اعتقدنا دوما أننا سنفتح أبواب السلام الأوسع مع العالم العربي إذا حلنا المشكلة الفلسطينية. لكن، ربما يكون من الأصح أنه الانفتاح أمام العالم العربي وتطبيع العلاقات معه، سيسمح بفتح الباب في نهاية المطاف للمصالحة والسلام مع الفلسطينيين".

لكن، وبحسب المجلة، فإن وجهة نظر "نتنياهو" هذه، يرفضها عدد من القادة الفلسطينيين، الذين يخشون أن يشكل هذا التقارب بين (إسرائيل) ودول خليجية "بداية التطبيع العام ونهاية مبادرة السلام العربية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) دول الخليج تقارب تطبيع لوبوان جمال خاشقجي سلطنة عمان الإمارات