الجزائر.. تفاؤل حذر بدعوة المغرب لتطبيع العلاقات

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 05:11 ص

كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية أن السلطات تعتزم الرد خلال الساعات أو الأيام المقبلة على دعوة ملك المغرب "محمد السادس" بتطبيع العلاقات مع الجزائر.

واعتبرت تلك المصادر أن دعوة العاهل المغربي لفتح حوار بين البلدين بخصوص كل الملفات العالقة، يعد تحولا في الخطاب الرسمي المغربي، الذي انتقل من النقيض إلى النقيض في تعاطيه مع الملف الجزائري.

بدوره رأى الوزير الجزائري السابق المكلف بالجالية، "حليم بن عطاالله" أن تصريحات ملك المغرب تعتبر تحولا إيجابيا، لأنه انتقل من اعتبار الجزائر بلدا عدوا إلى الحديث عنه بالشريك الذي يمتلك مفاتيح المنطقة المغاربية.

وشدد على أنه يجب على السلطات الجزائرية استغلال هذه الفرصة، لأن التحول الذي وقع يعتبر استراتيجيا، ويصب لصالح الموقف الجزائري.

ولفت "بن عطاالله" في تصريحات صحفية إلى أن القراءة السريعة للكلام الصادر عن العاهل المغربي توحي أن المغرب قلب صفحة خطاب التهجم والتهديد الذي كان يتعامل به مع الجزائر طوال فترة طويلة.

كما أشار إلى أن الملاحظة الثانية هي أن الملك أبدى استعدادا لفتح حوار مع الجزائر بخصوص كل الملفات القائمة، سواء تعلق الأمر بموضوع الحدود أو المشاكل الأمنية مثل مكافحة الإرهاب ومحاربة تهريب المخدرات، في حين أنه كان في وقت سابق يهدف فقط لفتح الحدود، بينما كانت فيه الجزائر تطالب بضرورة معالجة كل المشاكل والملفات العالقة.

وتعد الحدود البرية الجزائرية المغربية مغلقة فعليا منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان، أي منذ عام 1994.

واعتبر الوزير والدبلوماسي السابق أنه من المهم أن يدخل البلدان في حوار مباشر حول كل الملفات، لأن الحوار من شأنه تفادي دخول أطراف أخرى على الخط، وهي أطراف كانت تفسد أي محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وألمح إلى أن التحول الأخير يمكن من إعادة تحريك عجلة الاتحاد المغاربي المعطلة منذ سنوات، بسبب البرود في العلاقات بين البلدين، والذي ألقى بظلاله على مشروع الاتحاد المغاربي.

بدوره، اعتبر وزير الإعلام الأسبق، "محيي الدين عميمور"، أنه من الذين يؤمنون أن العلاقات الصحية مع المغرب، باعتبارها علاقات إستراتيجية ضرورية للبلدين وللشعبين بل وللقيادتين ولها أهميتها الاقليمية.

وشدد على أنه في ظل المشاكل التي يعيشها المشرق العربي فإن بناء قاعدة لاتحاد المغرب العربي أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى، وأن العلاقات مع المغرب ليست مجرد علاقات جوار عادي بن جارين قد ينتقل أحدهم يوما ما من مقر سكنه إلى مكان آخر، لأن هذا الجوار قدر تاريخي لا مفر منه.

لكنه تابع بأن الحوار الجاد بين بلدين في أهمية الجزائر والمغرب يتطلب إعدادا جادا وليس مجرد دعوات عاطفية تطلق في مناسبات لها بريقها الوطني، بحسب تصريحه لصحيفة "النهار" الجزائرية.

وعبر عن اعتقاده بأن الخطوة الأولى للحوار المثمر هي تنظيم لقاء مغلق بين الممثلين المعتمدين للبلدين، تطرح فيه أهم القضايا التي تشكل أساس الخلاف، وأهمها انعدام الثقة بين البلدين، وتفادي اللقاءات التي يغلب عليها البروتوكول والمجاملة التي لا تقدم ولا تؤخر.

وكان الملك المغربي "محمد السادس" قد ألقى خطابا اقترح خلاله تأسيس لجنة للحوار بغرض تجاوز الجمود القائم في العلاقات مع الجزائر، داعيا إلى تفعيل العلاقات الثنائية والعمل على إيجاد حلول للمشاكل المطروحة.

  كلمات مفتاحية

ملك المغرب محمد السادس السلطات الجزائرية تطبيع العلاقات