أكدت صحيفة ليزيكو الفرنسية أن جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" تهدد المستقبل السياسي لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، يوماً تلو الآخر، مشيرة إلى أن الأخير لن يقبل بتوزيع السلطة في المملكة.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته، الأربعاء، أن قضية "خاشقجي" كشفت مدى التركيز الخطير للسلطات بيد "بن سلمان"، ما خلق له العديد من الأعداء بأوساط الأسرة الحاكمة، وفي داخل وخارج السعودية، بسبب حملة القمع العنيفة ضد أي منتقد أو معارض، بما في ذلك النشاطات المدافعات عن حقوق المرأة و بعض رجال الدين الوسطيين.

وعن التوقعات بتعيين الملك "سلمان بن عبد العزيز" ولياً لولي العهد أو "ولي عهد موازٍ" لإعادة توازن السلطة، خلصت الصحيفة إلى أن ذلك يبدو مستبعدا؛ لأن "بن سلمان"، الذي وضع رجاله في المناصب الرئيسية لأجهزة الأمن وكسر قيادة الحرس الوطني، لن يقبل بذلك.

وأشار التقرير في هذا الصدد، إلى أن الملك "سلمان" نفسه أكد دعمه لابنه من خلال تكليفه بمهمة إصلاح جهاز الاستخبارات بعد اعتراف السعودية رسميا بمقتل "خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.

وإزاء ذلك، خلصت "ليزيكو" إلى أن فرضية حدوث "انقلاب داخل القصر السعودي" لا تزال قائمة، سواء على غرار ما جرى عام 1964 عندما تم عزل الملك "سعود بن عبد العزيز آل سعود"، أو عبر وقوع حادثٍ ما، كعملية إطلاق النار الغريبة التي وقعت في أبريل/نيسان الماضي بالقرب من قصر "بن سلمان" في الرياض.

ونوهت الصحيفة إلى أن تداعيات أزمة اغتيال "خاشقجي" تؤثر أيضا على علاقة السعودية بحلفائها التقليديين، خاصة الولايات المتحدة، التي دعت إلى وقف القصف السعودي- الإماراتي لليمن تحت ضغط  الكونغرس.

 وذكر التقرير أن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وجدت نفسها في موقف صعب؛ فهي لا تريد ممارسة ضغط شديد على الرياض بسبب حاجتها لتفادي ارتفاع أسعار النفط وعدم رغبتها في إضعاف تحالف اتفاقية كوينسي الاستراتيجي (عام 1945)، والذي تقوم السعودية بموجبه بتأمين سوق النفط العالمية مقابل الحماية العسكرية للمملكة.

وفي هذا الإطار كانت المقاطعات المدوية  لمؤتمر "دافوس الصحراء" مؤخراً في الرياض؛  بعد أن أصبح الاحتكاك بولي العهد السعودي يشكل خطر على الصورة والسمعة.

فالأمير الدموي، بات منبوذاً حتى  من قبل أولئك الذين كانوا يقاتلون من أجل أن يلتقطوا معه صور "سيلفي"، بحسب تعبير الصحيفة الفرنسية.