«عاصفة الحزم» بين الأهازيج «المدرعة» وفضائيات السيسي التي تهاجم السعودية

الثلاثاء 14 أبريل 2015 02:04 ص

تنسجم «أم بي سي» بالضرورة مع نفسها وهي تدخل في مزاج الحرب والوطنية دفاعا عن الخيار السعودي في اليمن وكمواطن عربي فرحت لوجود أناشيد تعبوية «معلبة» من الواضح أنها جاهزة ومنتجة منذ زمن بعيد للحظة الإشتباك مع «عدو».

سؤالي اللاحق لا علاقة له بالسعودية حصريا: ترى كم تختزن مديريات الأرشيف في تلفزيونات الحكومات والأنظمة العربية من تلك الأهازيج «المدرعة» والأناشيد المجنزرة التي تتوعد العدو في يوم الوغى؟ 

في الحالة السورية مثلا تبين أن أناشيد من طراز «خبطة قدمكم عالأرض هدارة.. إلخ» لا تستهدف الصمود والتصدي والممانعة ولا تحرير الجولان بقدر ما تستهدف الشعب السوري نفسه. 

وفي الحالة المصرية كشفت الأغاني المقاتلة عن أصل القصة وجذرها، فالمؤسسة العسكرية تطمح في الحكم وتريده.. كانت وستبقى كذلك وفي العديد من الدول العربية للأسف لا وجود لجنود أصلا حتى تنطلق الأغاني لهم. 

الفضائيات التعبوية منتشرة كالفطر من حولنا وحتى الفضائيات الراقصة يمكنها أن تتحول في حالات الحرب إلى منصات شحن طائفية أو عنصرية لصالح من يمولها .. كل ما ينقصنا في هذه الأمة هو ترسيم وتحديد «العدو الحقيقي»… ألاحظ وأمري لله بأن الأغاني العربية المصفحة لا تتضمن ولا مقطع للمسجد الأقصى ولا تتحدث عن تحرير فلسطين مما يعني أن هدف الأناشيد بكل الأحوال ليس إسرائيل العدو المركزي للأمة.

«عاصفة الحزم» ولصوص الشرعية
إيقاع «عاصفة الحزم» ما زال يحكم أجواء الجدل في فضاء الإعــلام العـربي ومع تلميحـات العـربية لبعـض الأخبـار التي تصـاغ فـي محـطة «الجـزيرة» خصـصت «أم بي سـي» بدروها بثهـا الصـحافي لإستعراض إساءات الإعلام المصري للسعودية وخياراتها.

بدا الجهد هنا محترفا خلافا لتلك اللغة الخشبية التي تكتفي بالتهديد والوعيد وجزء أساسي من النقاش طال أسباب موقف محطة من طراز «القاهرة والناس» ونجمها الأبرز إبراهيم عيسى في الإتجاه المضاد لعاصفة الحزم مع محطات أخرى وصفها الإعلام السعودي بأنها «أقلية».

لا يحتاج الأمر لعبقرية، فالإعلام الفضائي الذي «قرص» الشعب المصري وتفاعل مع أجندة السعودية ضد الإخوان المسلمين وساند الإنقلاب على الديمقراطية في مصر هو نفسه الإعلام الذي يرى أنه صاحب فضل على العهد السعودي الجديد وعلى عهد السيسي وعلى كل من أزاح الشعوب من طريقهم.

عضو البرلمان الكويتي ناصر الدويلة سبق الجميع في النادي الخليجي وهو يتحدث عن «لصوص الشرعية» في مصر وعن إعلام «الإنقلاب» المتجرد من الأخلاق.

الخيار السعودي بهذا المعنى يتذوق من الكأس نفسها التي سكت عنها ومررها عندما كانت الفضائيات المصرية نفسها تفتئت على الحقيقة وتحرض وتزور الوقائع.

هي سايكولوجيا التوحد في الرئاسة والسيطرة، كما يصفها أحد الزملاء، فالإعلام الذي تتذمر منه السعودية في مصر هذه الأيام هو نفسه الإعلام الذي زور الحقائق ضد حركة حماس وحرض على الشعب الفلسطيني ودعا لسحل وقتل الإخوان المسلمين في مصر… أصحاب هذا الإعلام يتصرفون مع الحكم المصري وحلفائه العرب بإعتبارهم أصحاب فضل عليهم…هي كده القصة – هذا ما قاله صديق مصري موثوق.

 

  كلمات مفتاحية

عاصفة الحزم الأهازيج المدرعة فضائيات السيسي السعودية