طالبت نحو 70 شخصية مصرية عامة بالاعتذار للنوبيين المصريين عما عرضته إدارة منتدى شباب العالم المقام تحت رعاية رئيس الجمهورية "عبدالفتاح السيسي"، خلال فيلم "نقطة تلاقي"، ضمن فعاليات المؤتمر، من اعتبار النوبيين غير مصريين وإنما سودانيون جرى توطينهم جنوب البلاد.

وأضافت الشخصيات التي وقعت على بيان، الخميس، أنه يتعين على اللجنة المنظمة للمنتدى الاعتذار عما اعتبروه "خطأ فادحا" وحذف المشاهد الخاصة بالنوبة من الفيلم.

كما اعتبر البيان أن التغاضي أو السكوت عنه تحت أي زعم لن يكون له سوى معنى واحد هو أن الرسالة مقصودة وتحت رعاية اللجنة المنظمة لرئاسة الجمهورية، مشددين على ضرورة إرسال نسخة من الاعتذار وتصحيح المعلومة لقائمة المشاركين في المنتدى من جميع أنحاء العالم.

وبدأت الأزمة، في أعقاب غضب نوبي من عرض اللجنة المنظمة للمنتدى فيلما وثائقيا بعنوان "نقطة تلاقي"، كافتتاحية للمنتدى، قالت اللجنة إنه يعرض أشكال الثقافات المختلفة التي تتميز بها المجتمعات المحلية داخل مصر.

وخلال استعراض الفيلم أشكال التنوع الثقافي للأقليات والسكان الأصليين داخل مصر، استضاف بعض سكان هذه المناطق لإجراء حوارات قصيرة معهم أغلبها يتركز حول النشأة التاريخية لمجتمعاتهم الأصلية وماهيتها وأشكال الثقافات الخاصة بهم.

لكن الفيلم عند استضافته أسرة صغيرة داخل إحدى القرى النوبية (زوجان و3 أبناء) جرى اقتصاص جزء في غير سياقه جاء على لسان الزوج مصحوبًا بصورة جماعية للعائلة النوبية، قال خلاله: "إحنا جايين أساسًا من السودان.. واتوطنا هنا".

ورأى البيان أن هذا العمل "جزء من منهجية حكومية تهدف لتضليل الرأي العام بخصوص النوبة والنوبيين وتعزز من التمييز العنصري ضدهم حال كونهم غير مصريين؟".

كما تساءل الموقعون عن كيفية مرور "العمل الفني دون رقابة من اللجنة المنظمة للمنتدى والتابعة لرئاسة الجمهورية".

وشددوا على أن "النوبيين هم السكان الأصليين للمنطقة الجغرافية الواقعة من الشلالات شمالًا وصولًا للخرطوم جنوبًا، وهي المنطقة المقسمة الآن سياسيًا بين الدولة المصرية في الشمال والدولة السودانية في الجنوب وأن النوبيين لطالما تشاركوا في تنمية مصر لانتمائهم إليها، وقدموا العديد من التضحيات".

ومن بين الموقعين على البيان: عضو المفوضية المصرية للحقوق والحريات، "أحمد عبدالفتاح"، وأستاذ بمركز الشرق الأوسط جامعة أكسفورد، "تامر سالم"، وعضو لجنة متابعة الملف النوبي بالإسكندرية، "خالد شريف"، وعضو الاتحاد النوبي العام بأسوان، "خالد إدريس عبدالصادق"، ورئيس الاتحاد النوبي بالكويت وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الجاليات والروابط والجمعيات النوبية بالخارج، "علاء حسن حامد"، بالإضافة إلى عضو مجلس الشعب، "هيثم الحريري".

وفي السياق ذاته، قال الناشط النوبي "حمدي سليمان" إن الرجل الذي ظهر في الفيلم كان يتحدث عن تجربته الشخصية وليس عن النوبة ولا تاريخها.

واعتبر "سليمان" أن الغرض من المقطع المصور هو انتزاع كامل حقوق النوبيين في الأرض من خلال ادعاء أنهم لاجئون وليس لهم حق في الأرض، بحسب تصريحاته لـ"مصر العربية".

ولفت إلى أن "وسائل الإعلام قديما كانت تتبنى لفترة أن المصريين كلهم شركاء في أراضي النوبة أما الآن يسلبون حق النوبيين الكامل في الأرض".

ويطالب النوبيون في مصر بإعادة توطينهم حول أراضيهم القديمة في محيط بحيرة ناصر التي أغرقت بلادهم بعد أن جرى تهجيرهم منها إلى صحراء "كوم أمبو"، ورغم الوعود الرسمية والنص الدستوري على إعادتهم وإنهاء مظلوميتهم.. فإن الإجراءات الرسمية على أرض الواقع تعرقل مساعيهم، وتقابل احتجاجاتهم ومطالبهم بتفعيل الدستور بالاعتقال.