هل تغرق الرياضة السعودية في دماء خاشقجي؟

الجمعة 9 نوفمبر 2018 07:11 ص

باتت الرياضة بمختلف أنواعها بمثابة أفيون الشعوب الجديد؛ في ظل الشغف الكبير الذي يملأ قلوب عشاقها، وهو ما لم يكن بعيدًا أبدًا عن أعين السياسيين، فلا طريق أسهل من استغلال ذلك للوقوف في موقف البلد المنفتح أو للتعتيم على أحداث معينة.

وكان لدولة الإمارات السبق في ذلك الشأن في المحيط العربي، حيث استطاعت أن تقدم نفسها بشكل جديد تمامًا للعالم في مجالات الفنون والثقافة والرياضة، وبدأت السعودية تحذو حذوها خاصة بعد صعود ولي العهد "محمد بن سلمان".

وكما ظهر جهاز أبوظبي للاستثمار، ظهرت شركة الترفيه للتطوير والاستثمار والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث ظهرت الحفلات الغنائية وخطط لإنشاء دور سينما جديدة ومدن ترفيهية ضخمة.

وفي نفس الإطار تضخم دور الهيئة العامة للرياضة، حيث تم تنظيم بطولات كروية ودية تجمع منتخبات بحجم البرازيل والأرجنتين وبطولات أخرى في المصارعة الاستعراضية، وسباقات سيارات، بالإضافة إلى مباراة عالمية في لعبة التنس، بين أسماء بحجم الإسباني "نادال" والصربي "دجوكوفيتش"، والتي تم الضغط أكثر من مرة من أجل إلغائها، بسبب حادث مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، بقنصلية السعودية في تركيا، إلى أن تم الإعلان عن ذلك مساء اليوم بسبب إصابة "نادال".

وبدأ الأمر بإعلان رئيس الهيئة العامة للرياضة، "تركي آل الشيخ" عن مباراة ودية للتنس بين "نادال" و"دجوكوفيتش" تحمل اسم كأس "الملك سلمان" للتنس، وتم تحديد 22 ديسمبر/كانون الأول المقبل كموعد للمباراة.

ويعود تاريخ الإعلان إلى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي بعد 5 أيام من حادثة اختفاء "خاشقجي" بعد دخوله لقنصلية بلاده في تركيا، قبل أن يتأكد مقتله بشكل وحشي على يد مجموعة من رجال الأمن المقربين من ولي العهد، "محمد بن سلمان".

وبسبب الحادث تعرض "نادال" و"دجوكوفيتش" لضغوط شديدة، فقال الأسطورة "مارتينا نافراتيلوفا" الفائز بـ18 بطولة "جراند سلام": "أنا مندهش تمامًا أنهم سيلعبون، حتى قبل هذا الوضع المرعب وخاصة الآن!".

أما الصحفي "كيفين ميتشل" فنشر مقالاً بجريدة "غارديان" البريطانية يهاجم فيه الثنائي، حيث استشهد بموقف لاعب التنس السابق "جون ماكنرو" والذي رفض لعب مباراة في جنوب إفريقيا عام 1980، وذلك لرفضه الشكل العنصري بالبلد الأفريقي حينذاك.

ومن جانبه علق "نادال" قائلاً: "كان لدي التزام منذ عام للعب هناك، من المؤسف أن أحد الصحفيين فقد حياته، أعلم أن شيئًا ما حدث سيئًا للغاية في الداخل، لذلك نحن نبحث عن الكيفية التي يتطور بها الوضع وآمل أن تتضح الأمور في أقرب وقت ممكن".

وعقب "دجوكوفيتش": "أنا على دراية بما يحدث، وهو أمر محزن بالطبع، لقد كنت دائمًا أحاول أن أكون محترفًا جدًا ومحترمًا تجاه الأشخاص الذين أتعهد بالتزامات معهم، يجب أن نحصل على مزيد من المعلومات حول ما يحدث حتى نتمكن من اتخاذ قرار عقلاني بشأن ما إذا كان من الجيد الذهاب أم لا".

  كلمات مفتاحية

جمال خاسثجي دجوكوفيتش نادال كأس سلمان