ناشطة سعودية: تويتر أصبح فخا وأطالب ببديل

الجمعة 9 نوفمبر 2018 07:11 ص

طالبت الناشطة الحقوقية السعودية "منال الشريف" صناع تكنولوجيا الإنترنت حول العالم بالعمل على بناء منصات بديلة للتواصل الاجتماعي تتبع النمط اللامركزي، ولا تسمح بتخزين المعلومات أو بيعها، معتبرة أن منصة "تويتر" تحولت من أداة لمقاومة الخطابات السلطوية والإعلامية المؤيدة للاستبداد إلى فخ تستخدمه الأنظمة العربية لمطاردة الناشطين وإسكاتهم.

وأضافت "منال"، في مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست"، أن "تويتر"، الذي أسهم يوما في إنقاذ حياتها، عندما تم اعتقالها بالسعودية، في مايو/أيار 2011، بات الآن يضعها في خطر، وذلك بعد الكشف عن نجاحات سعودية حكومية في اختراق المنصة بوسائل متعددة؛ ما أسفر عن التوصل إلى هوية أصحاب حسابات معارضة للنظام السعودي.

وكانت الناشطة السعودية أعلنت، أواخر الشهر الماضي، إغلاق حساباتها على "تويتر" و"فيسبوك"؛ لأنها باتت لا تشعر بالأمان عليهما بسبب خضوعهما لسيطرة المتصيدين الحكوميين، على حد قولها.

وخلال كلمة لها في مؤتمر حقوقي عقد بالعاصمة السعودية استوكهولم، حينها، أعلنت عن قرارها، قالة إن "تويتر" تحولت إلى منصة تهدد حياتها وحياة الناشطين الحقوقيين.

وعن ذلك، قالت "منال الشريف"، في مقالها: "أعلنت مؤخرا حذف حساب تويتر الخاص بي، أمام حشد مكون من 1000 شخص.. كان لدي أكثر من 295 ألف متابع، وأنا الآن قد انفصلت عنهم".

وتابعت: "عشت في ظل النظام الملكي المطلق الاستبدادي في السعودية؛ حيث تسيطر الدولة على الهواء الذي نتنفسه، وخلقت منصات وسائل الإعلام الاجتماعية فرصة غير مسبوقة بالنسبة لنا للتنفيس، وبينما بذلت الدولة قصارى جهودها لفرض رقابة على كل تكنولوجيا جديدة، بما فيها الإنترنت، فإنها لم تستطع أن تفعل الشيء نفسه مع منصات وسائل الإعلام الاجتماعية، التي كانت خارج سيطرتها، على الأقل لبضع سنوات".

وأردفت: "بمجرد أن أدركت الحكومات الشمولية قوة هذه الأدوات، اختاروا استخدامها؛ حيث كثفت رقابتها القمعية عن طريق عدد كبير من المتصيدين، الذين باتوا يتلاعبون بالحوارات على تلك المنصات، ويدفعون برواياتهم الخاصة المعبرة عن خط الحكومة".

وأكدت أن "تويتر" أصبح بعد هذا التطور "مليئا بالمضايقات والتهديدات بالقتل والترهيب والأخبار الزائفة؛  الأمر الذي دفع الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم إلى ترك المنصة، ومع ذلك واصلت التعبير عن وجهات نظري هناك.. كنت أعتقد أن تلك الحكومات يجب أن تكون هي التي تخاف، وليس نحن".

وحسب الناشطة السعودية، فإن "الأمور تغيرت بشكل كبير، العام الماضي، عندما شنت الحكومة السعودية حملة قمع ضد أصحاب النفوذ في تويتر بالمملكة، ويعتقد أن سعود القحطاني، رئيس الاتحاد السعودي للأمن والبرمجة الإلكترونيين والمستشار السابق لأمير ولي العهد السعودي، يقف وراء جيش الإنترنت السعودي، أو الذباب الإلكتروني، كما يطلق عليهم".

وقالت: "تم الضغط على عدد من المغردين لحذف حساباتهم، أو التوقف عن التغريد، وتم القبض على البعض الآخر، والذين رفضوا التجاوب مع الأوامر الحكومية، واستمروا في الانتقاد عبر تويتر، كما حدث مع عصام الزامل".

ولفتت إلى أن "حسابات مجهولة عبر تويتر بدأت تتحدى السلطات السعودية، بالتزامن مع هذه الممارسات، لكن فجأة، وفي مارس/آذار الماضي، تسللت أجهزة المخابرات السعودية إلى أصحاب تلك الحسابات من خلال أحد المطلعين على خوادم "تويتر" في مكتبها الإقليمي بدبي، وبحسب ما ورد فقد توفى الكاتب تركي الجاسر عقب تعرضه للتعذيب بعد أيام من القبض عليه واكتشاف أنه صاحب أحد أشهر تلك الحسابات".

وأضافت أن مصادر أخبرتها أيضا باختفاء صاحب حساب آخر يدعى "سماحتي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية تويتر منال الشريف واشنطن بوست تجسس ذباب إلكتروني