و.بوست تكشف تأثير وقف أمريكا تزويد طائرات التحالف بالوقود

السبت 10 نوفمبر 2018 10:11 ص

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على الآثار المترتبة على خطوة الإتفاق السعودي الأمريكي على وقف إعادة تزويد واشنطن طائرات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن بالوقود .

وقالت الصحيفة إن القرار كان موضع ترحيب من عدد المسؤولين الحوثيين، وناشطين حقوقيين، وعمال الإغاثة بعد الإعلان عنه، السبت.

وأشارت إلى أن القرار أرسل إشارة قوية، فيما يتعلق بقلق واشنطن المتزايد بشأن الغارات التي تشنها أقرب حلفائها فى الشرق الأوسط (السعودية)، وتسببت فى مقتل الآلاف من اليمنيين.

لكن، ووفق المقابلات التي أجرتها الصحيفة، فإنه من غير المرجح أن يكبح القرار جماح التحالف، الذي تسبت غاراته فى كارثة باليمن، ما لم يتم اتخاذ اجراءات أكثر حزما.

وتري الصحيفة أيضا أن القرار بمفرده لن يعمل على تغيير مسار  الحرب فى اليمن، وأزمتها المتنامية، والتي تشمل اقتراب 14 مليون شخص يمني- حوالي نصف سكان البلاد - من المجاعة.

من ناحية أخرة، فإن واشنطن وبريطانيا والقوى الغربية مستمرة بتقديم المساعدات الاستخباراتية والدعم اللوجيستي للتحالف وبيع أسلحة بمليارات الدولارات، والكثير منها يستخدم فى اليمن، الذي يعد الدولة الأفقر فى الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

وزعمت السعودية، ليلة الجمعة، أنها طلبت من "البنتاغون" وقف تزويد طائراتها الحربية بالوقود، لأن قواتها باتت قادرة على أداء المهام بشكل مستقل.

وقالت "إليزابيث كيندل"، وهي باحثة فى الشؤون اليمنية بجامعة أكسفورد البريطانية، إن القرار الأمريكي يعني أن واشنطن تحاول أن تنأى بنفسها عن الأثر المدمر الذي تخلفه الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين.

والسبت، وصف نائب وزير الإعلام الحوثي "فهمي اليوسفي"، قرار الولايات المتحدة بأنه "ضمانة لأولئك الذين يعارضون المشاركة الأمريكية فى العدوان من قبل التحالف الذي تقوده السعودية".

لكن مسؤول حوثي آخر، وفقا لـ"واشنطن بوست"، اعتبر أن القرار بلا جدوي، طالما استمرت بتقديم المعلومات الاستخباراتية، والدعم اللوجيستي، فضلا عن إرسال خبراء التدريب العسكري إلى السعودية لمساعدتها فى مساعيها فى الحرب.

وقال المسؤول الحوثي "محمد البخيتي"، المتحدث باسم الحوثيين، إن "خطوة الولايات المتحدة سيكون لها تأثير على مدة تحليق طائرات التحالف، لكنها لن تشل قدرته على تصعيد النزاع".

وأضاف "البخيتي" أن الحصار على اليمن هو حصار أمريكي غربي، لأن هذا الحصار يفوق قدرات السعودية والإمارات.

يأتي ذلك، فيما اعتبر ناشطين حقوقيين أن قرار الولايات المتحدة "طال انتظاره".

وقالت "لين معلوف"، مديرة البحوث للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، "إن أي خطوة تهدف إلي كبح القصف الجوي المتهور لقوات التحالف بقيادة السعودية والإمارت على اليمن، هي خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأضافت أن وقف التزود بالوقود "لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية".

من جانبها قالت "كريستين بيكرلي"، باحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمختصّة في شؤون اليمن والإمارات العربية المتحدة، إن القرار بمثابة اعتراف واضح - حتى وإن كان متأخر- بالطريقة الشنيعة التي شن بها التحالف الحرب فى اليمن، والمخاطر التي تعرضت واشنطن بسبب هذا التواطؤ، على حد قولها.

وأضافت أنه "ينبغي على حلفاء الائتلاف الآخرين اغتنام الفرصة لتعليق جميع الأسلحة والمطالبة بوضع حد للتجاوزات، والدعوة إلي المساءلة عن هذا العدد الكبير من الانتهاكات التي رأيناها بالفعل".

بدورها قالت "سوز فان ميجان" ، مسشتار الحماية والدعم فى اليمن للمجلس النرويجي لمساعدة اللاجئين، "إن الولايات المتحدة لديها فرصة لمواصلة اتخاذ خطوات من شانها أن تحدث فرقا حقيقا للغاية بالنسبة للشعب اليمني".

وأضافت أن من بين تلك الخطوات، الدفع اتجاه وقف فوري لإطلاق النار، والتأكد أن جميع الموانئ البحرية والمطارات فى البلاد مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، الأمر الذي يسمح بتسريع عمليات نقل الأغذية والوقود، وإخراج الأشخاص الذي يحتاجون العلاج الطبي.

ولفتت إلى أنه بالقرار الذي تم اتحاذه، الجمعة، تقع المزيد من المسؤولية على عاتق السعوديين، وأردفت: "يبقي أن نرى ما إذا كان سيتم الضغط على إدارة ترامب للقيام بالمزيد من أجل كبح جماح التحالف".

وعلقت الكاتبة والباحثة "إليزابيث كيندال"، على الأمر قائلة إن "السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل هذا القرار كافيا لإرضاء الكونغرس وإقناعه بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تتحمل مسؤولية الغارات الجوية الضالة للتحالف؟ أم أنها مجرد خطوة أولي لاتخاذ مزيد من الإجراءات؟".

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة اليمن وقف تزويد الوقود للطائرات التحالف العربي