تغيرت لهجة وزير إعلام الحوثيين المنشق "عبدالسلام جابر"، 180 درجة، عقب إعلانه انشقاقه عن الجماعة اليمنية، ووصوله إلى الرياض، لافتا إلى أن اليمن تحول لحالة من القمع المتوحش، ما يجعله يعيش في سواد قاتم.

وعلى الرغم من كونه كان وزيرا للإعلام في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليا، طيلة 10 أشهر ماضية، إلا أن لهجته ضد الجماعة تغيرت تماما، حيث قال في مؤتمر صحفي، الأحد بالرياض، إن الجماعة أخضعت اليمنيين لهيمنة ميليشيات ومجموعات تحمل مشروعا لا يشبه أهل اليمن، ولا يتصل بتاريخ البلد وأعرافه.

وأضاف: "ما يحدث في اليمن أخطر من الانقلاب".

وبرر "جابر" الذي أعلن عن انشقاقه ووصوله الرياض، السبت، مشاركته في حكومة الحوثي، بأنه كان مجبرا على ممارسة "حملة التضليل".

وزاد ممجدا في التحالف العربي، الذي يقود حربا لإعادة الشرعية في اليمن: "لولا تدخل التحالف لتحول شعب اليمن إلى مجتمع خاضع يدين بالولاء لمن لا يستحق الولاء".

ولفت الوزير المنشق، إلى أن "الحوثيين يلفظون أنفاسهم، وأضحوا في آخر أيامهم"، بعدما تحولت ممارستهم في المناطق التي يسيطرون عليها إلى "تصرفات ميليشيات".

ووصف الحال في اليمن، بأنه سواد قاتم، يلف المناطق الخاضعة للحوثيين.

يأتي انشقاق "جابر"، بعد أيام من انشقاق نائب وزير التربية في حكومة الحوثيين "عبدالله الحامدي".

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية بوقف الحرب في اليمن، ضمن ضغوط تواجهها السعودية على خلفية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الماضي.

ويشهد اليمن، منذ نحو 4 سنوات، حربا بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ 2014، من جهة أخرى.

وخلفت الحرب المستمرة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات، وفق الأمم المتحدة.