لم تمر ساعات على كشف صحيفة "صباح" التركية، أن آخر كلمات الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، قبل اغتياله بقنصلية بلاده في إسطنبول، "أنا أختنق"، حتى تحولت إلى صرخة غرد بها ناشطون عرب، منددين بجريمة الاغتيال ومطالبين بمحاسبة القتلة.
"أنا أختنق.. أبعدوا هذا الكيس من رأسي.. أنا أعاني من فوبيا الاختناق"، كانت آخر كلمات "خاشقجي"، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة خنقا، الشهر الماضي، إلا أن الناشطين أبوا إلا أن تستمر هذه الكلمة، حتى الكشف عن القتلة ومن حرضهم.
وحسب التسجيلات الصوتية، التي بحوزة السلطات التركية، فإن "خاشقجي" قتل بوضع كيس على رأسه، واستمرت عملية قتله 7 دقائق ونصف، وسط مقاومة شديدة منه، قبل أن تخور قواه في النهاية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت، السبت، عن مسؤولين تركيين اثنين، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما لحساسية الأمر، قولهما إن التسجيل الصوتي الذي لدى السلطات التركية لعملية القتل يظهر بوضوح أن "خاشقجي"، ظل يعاني قبل موته، حتى تم خنقه.
وعلى إثر هذا الكشف، تداول ناشطون كلمة "أنا أختنق"، منددين بالجريمة، ومطالبين بمحاسبة القتلة، والكشف عن التسجيلات، حتى تكون فضيحة القتلة ومن أمرهم، عالمية أمام الجميع.
وفي وقت سابق، دعا ناشطون عرب، الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" للكشف عن محتوى التسجيلات، التي تحدث عنها، وتوضح ما جرى لـ"خاشقجي"، داخل القنصلية قبيل اغتياله داخلها.
والسبت، أعلن "أردوغان" مشاركة هذه التسجيلات مع السعودية ودول غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مطالبا السعودية بعدم المماطلة.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقرت الرياض بمقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر ما قالت إنه "شجار"، دون أن تكشف عن مكان الجثة، وهي الرواية التي قوبلت بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية تحدثت عن إرسال فريق لتخدير وخطف الصحفي السعودي.
وصرح مسؤولون أتراك، من بينهم مستشار للرئيس "أردوغان"، خلال الأيام الماضية لصحف أمريكية وتركية، بأن التفسير المنطقي لاختفاء جثة "خاشقجي"، هو أنه تمت إذابتها باستخدام "الأسيد" بعد تقطيعها.
قبل أن تكشف صحف تركية، أن قتلة "خاشقجي"، تخلصوا من جثته عبر رميها في أنابيب شبكة الصرف الصحي، بعد تذويبها في مادة الحمض التي استخدمت لتدمير ومحو أجزاء الجثة التي جرى تقطيعها.
