مقاومون فلسطينيون تحت التعذيب في مصر لانتزاع معلومات أمنية

الأحد 11 نوفمبر 2018 04:11 ص

وثق تحقيق صحفي شهادات أكثر من 20 فلسطينيا، بعضهم من أعضاء حركات المقاومة، اعتقلوا في سجون مصرية تابعة لجهازي المخابرات والأمن الوطني، وتعرضوا لتعذيب جسدي ونفسي خلال التحقيق معهم، وأسئلة حول طبيعة عمل المقاومة الفلسطينية الأمنية.

وبحسب التحقيق، الذي نشره موقع "الخليج أونلاين"، فإن أغلب أسئلة الضباط المصريين للمعتقلين خلال التحقيق تركزت على عملهم العسكري، خاصة أثناء موجات التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي، وكيفية إدارتهم لإطلاق الصواريخ من داخل القطاع، دون أن تكتشف ذلك طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المتطورة التي لا تفارق سماء القطاع، عادة.

وقال التحقيق إن الفلسطينيين يستخدمون مطار القاهرة، للتنقل عبر العالم الخارجي، بسبب عدم وجود مطار داخل القطاع، وعدم سماح الاحتلال لهم بالسفر عبر معبر بيت حانون "إيريز".

وتستخدم السلطات المصرية نظام ما يطلق عليه "الترحيل" للمسافرين الفلسطينيين الراغبين بالسفر خارج مصر، إذ يتم تسيير حافلة من معبر رفح إلى مطار القاهرة، بحراسة أمنية مشددة، حيث يمنع خروج أحد من الحافلة إلا داخل المطار بعد تسليمهم للأجهزة الأمنية هناك.

غير أن قوات الأمن المصرية كثيرا ما تلجأ إلى اعتقال هؤلاء من داخل مطار القاهرة، أو من على الحواجز العسكرية خلال طريقهم إلى المطار، وحتى الفلسطينيون المستقرون في مصر بشكل مؤقت ونظامي بغرض الدراسة أو العلاج، فإنهم معرضون للاعتقال من منازلهم التي يستأجرونها خلال إقامتهم في البلاد.

وأورد التحقيق شهادة معتقل فلسطيني سابق، يدعى "أحمد"، وهو عضو بحركة الجهاد الإسلامي، حيث قال إنه بمجرد وصوله إلى مطار القاهرة تم اعتقاله وإنزاله إلى مقر احتجاز سري تحت الأرض، ثم نقله إلى سجن سري آخر وهو معصوب العينين، وهناك تعرض للضرب بعنف والصفع على الوجه والصعق بالكهرباء بأماكن حساسة من جسده، والتعليق وصب الماء الساخن والبارد على رأسه وجسده، وسباب قذر بالأم والأب، لمحاولة انتزاع معلومات أمنية عن المقاومة الفلسطينية منه.

فلسطيني آخر، يدرس الماجيستير بالقاهرة، ويدعى "هاشم"، وكان على وشك نيل درجة الدكتوراه، وهو ليس منخرطا في حركات المقاومة، لكن رغم ذلك تم اعتقاله من منزله بمدينة نصر، شرقي القاهرة، وخضع لتحقيق وتعذيب قاس، تضمن إطفاء السجائر في أماكن حساسة من جسده.

وتتهم منظمات دولية حقوقية، أبرزها "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، قوات الأمن والشرطة في مصر بممارسة التعذيب ضد المعتقلين بشكل روتيني، باستخدام الضرب والصعق بالكهرباء وحتى الاغتصاب أحياناً.

وتقول المنظمة في تقرير يقع في 63 صفحة تحت عنوان "هنا نفعل أشياء لا تصدق.. التعذيب والأمن الوطني في مصر تحت حكم السيسي": إن "التعذيب الواسع النطاق والمنهجي من قبل قوات الأمن قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية".

وكانت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية أكدت إطلاق السلطات المصرية سراح عدد من عناصرها الذين كانوا معتقلين هناك، نتيجة "اتصالات مستمرة" معها.

وقالت "الجهاد": "أفرجت القاهرة عن نحو 15 من عناصرنا كانوا في السجون المصرية من فترة، اعتقلتهم بشكل متفرق من مطار القاهرة وهم في طريق عودتهم إلى قطاع غزة".

كذلك أكدت مصادر في حركة "الجهاد الإسلامي" صحة قيام الأجهزة الأمنية المصرية باعتقال عدد من عناصر "سرايا القدس"، وتعذيبهم والتحقيق معهم في أحد السجون.

لكن من ناحية أخرى، لا تزال القاهرة تحتجز 4 شبان من أعضاء حركة "حماس"، بعد أن تم اختطافهم من داخل سيناء، بينما كانوا في طريقهم إلى مطار القاهرة للسفر إلى تركيا بغرض العلاج.

وقالت مصادر إن الشبان الأربعة لا يزالون يقبعون داخل أحد السجون المصرية السرية، وهو ما أظهرته صور مسربة لهم في 2016.

وتؤكد قيادة كتائب "عزالدين القسام" أنها تضع ضمن أولوياتها الإفراج عن هؤلاء الشباب، خلال محادثات "حماس" المستمرة مع المسؤولين المصريين.

  كلمات مفتاحية

مصر فلسطين المقاومة الفلسطينية تعذيب سجون انتزاع معلومات