أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية الروسية "زامير كابولوف"، الإثنين، أن الجولة الثانية لمؤتمر موسكو للسلام حول أفغانستان، الذي عقد الأسبوع الماضي بمشاركة حركة طالبان، تعتبر خطوة أولى نحو مباحثات سلام شاملة لحل الأزمة الأفغانية، مؤكدا أن "الغرب خسر حربه هناك" وأن "الحركة أثبتت وجودها بشكل واضح".

وأوضح المسؤول الروسي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة (موسكو)، أن المهمة الرئيسة التي تحرص عليها بلاده هي إيجاد الأجواء المناسبة لمحادثات مباشرة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان في المستقبل.

وأضاف أن التأخر في عقد المؤتمر، الذي كان مقررا في سبتمبر/أيلول الماضي، سببه موقف الحكومة الأفغانية التي "اشترطت أن تجري محادثات مباشرة مع حركة طالبان على هامش مشاورات موسكو".

وتابع المسؤول الروسي: "اتصلنا بطالبان وكنا مهتمين بذلك، وطالبنا قيادتها بالرد إيجابيا قدر الإمكان، لكنهم رفضوا قطعا".

وتابع أن الأمر انتهى إلى أن كابل رفضت إيفاد وفد رسمي إلى اجتماع موسكو، واكتفت بإرسال ممثلين عن المجلس الأعلى للسلام، الذي يعد مؤسسة سياسية غير حكومية، لكن قيادته يتم تعيينها من قبل السلطات الأفغانية، وأن سفير أفغانستان لدى موسكو حضر الاجتماع، ما يعتبر تأكيدا لمشاركة الحكومة فيه.

وأكد "كابولوف" أن طالبان أبدت استعدادها لحضور الجولة المقبلة من المشاورات "بصيغة موسكو"، التي سيحدد موعد انعقادها في وقت لاحق.

وأردف أن "موسكو لا تجد غضاضة في اتصالات طالبان مع واشنطن"، لكنه أشار إلى أن 17 عاما من الوجود الأمريكي في أفغانستان أسفرت عن النتيجة الحالية، والتي تتمثل في سيطرة طالبان على 60% من الأراضي الأفغانية.

ونوه المسؤول الروسي إلى أن وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" كعدو مشترك لكل من طالبان والحكومة يعني ضرورة التفاهم بينهما لترسيخ السلام في أفغانستان.

وأشار "باكولوف" إلى أن "روسيا طرحت خارطة طريق عامة والأمر يعتمد على عوامل عديدة منها الانتخابات"، مشيرا إلى أن المهمة الرئيسة تكمن في تهيئة الأجواء لمفاوضات مباشرة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان في المستقبل.

وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" قد أعلنت، في وقت سابق، أن وزير الخارجية "سيرغي لافروف" سيلقي كلمة في جلسة ما يعرف بـ"صيغة موسكو" حول أفغانستان بحضور وفد من حركة طالبان للمرة الأولى.

وسبق للخارجية الروسية أن أعلنت بأنه تم إرسال الدعوات لحضور هذه الجلسة إلى الدول المشاركة في هذه المشاورات وهي، أفغانستان والهند وإيران وكازاخستان والصين وقرغيزيا وباكستان وطاجيكستان وتركمانيا وأوزبكستان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.