نور بركة.. من الفقه إلى القسام ومجابهة الاحتلال

الاثنين 12 نوفمبر 2018 10:11 ص

قبل أسابيع، كان القائد القسامي "نور بركة" إماما في صلاة الجنازة على صهره الشهيد "وسام حجازي"، متمنيا أن يكون مكانه، وأن ينال وسام الشهادة مرتقيا إلى الجنان.

ولم يدر بخلد من صلوا على "حجازي" أن "بركة" سيلحقه في ركب الشهداء، خلال معركة نوعية مع قوات الاحتلال شرقي مدينة خان يونس. 

ويبلغ "نور بركة" من العمر 37 عاما، وهو يتولى منصب قائد كتيبة شرق خان يونس في كتائب "القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس".

ويحمل "بركة" الذي أحبط ومرافقون مخططا إسرائيليا كبيرا جنوبي قطاع غزة، شهادة الماجستير في الفقه المقارن، لكنه إلى جانب ذلك يحمل خبرات قتالية نوعية، مكنته من الوصول إلى موقع قيادي في صفوف "القسام".

ولم يكن المحيطين بـ"نور" على دراية بطبيعة نشاطه، أو حقيقة الدور الذي يلعبه في المقاومة، لكن عملية الأحد التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة، وأسفرت عن مقتل ضابط بارز في قوات النخبة الإسرائيلية، تؤكد أن "بركة" كان صيدا ثمينا للاحتلال يراد اختطافه وليس قتله.

وتقول شقيقته "إيمان بركة" في منشور بـ"فيسبوك" إنه لم يسمح بتصويره.

ونعاه الأكاديمي السعودي "أحمد بن راشد بن سعيد"، قائلا عبر "تويتر": "الشيخ نور الدين بركة، المجاهد في كتائب #القسّام، والحاصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن، شهيدا الليلة على أيدي قوّة صهيونية إرهابية اقتحمت قطاع غزة".

خسارة وانسحاب

وفق بيان "القسام"، فإن قوة صهيونية خاصة مستخدمة مركبة مدنية تسللت في المناطق الشرقية من خان يونس، حيث اكتشفتها قوة أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها.

وأشرف على العملية "بركة" الذي تواجد للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ مقاتلو القسام بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد "بركة"، ورفيقه "محمد ماجد القرا".

وجراء مقتل ضابط كبير وإصابة آخرين في القوة الإسرائيلية، أغارت طائرات الاحتلال على المنطقة، في محاولة لتأمين انسحاب القوة تحت غطاء ناري كثيف.

واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون، في عشرات الغارات التي شنَّتها طائرات عسكرية على أهداف جنوب قطاع غزة، للتغطية على الفشل العسكري والاستخباراتي الكبير الذي منيت به في العملية.

استشهاد "بركة"، قابله على الجانب الآخر مقتل مسؤول كتيبة جولاني في خان يونس "يوسي أمير" (44 عاما) خلال العملية، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لقطع رحلته إلى باريس، عائدا إلى تل أبيب.

وغرد "نتنياهو" معلنا الحداد على سقوط "المقدم . م" الذي كان، وفق وصفه، "مقاتلا مجيدا وسقط هذه الليلة في العملية التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة".

كذلك عقد وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان"، اجتماعا طارئا خلال الساعات الأخيرة، لمناقشة أبعاد العملية، وسط انتقادات جراء اكتشافها وتكبد خسائر فادحة في صفوف قوات النخبة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس القسام نور بركة الاحتلال الإسرائيلي خان يونس بنيامين نتنياهو