ما دلالات استخدام الفصائل الفلسطينية لصواريخ كورنيت؟

الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 06:11 ص

أجمع محللون سياسيون على أن استخدام الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، صاروخ موجّه من "كورنيت" المضاد للدروع، مساء الإثنين، في عملية استهداف حافلة، كانت تقلّ جنوداً إسرائيليين قرب حدود شمالي قطاع غزة، له دلالات ذات "أبعاد سياسية وعسكرية كبيرة". 

وأبرز تلك الدلالات بحسب المحللين الذين تحدثوا لوكالة الأناضول، أن الفصائل، أرادت إيصال رسالة لإسرائيل بأن لديها قوة عسكرية قادرة على إيذائها؛ إذ يمتلك هذا النوع من الصاروخ قوة تدميرية تخلّف أضراراً مادية وبشرية كبيرة. 

وصاروخ "كورنيت"، روسي الصنع، وهو موجّه ومضاد للدروع، ويستخدم نظام التوجيه الليزري للتصويب وإصابة الهدف (بشكل نصف أوتوماتيكي)، ويصل مداه إلى (5500) متر. 

وبحسب تقرير نشر على الموقع الرسمي لكتائب سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، فإن أفضل تجربة قتالية لهذا الصاروخ هي "حرب لبنان 2006 حيث شكلت صواريخ حزب الله المضادة للدروع صدمة قوية للجيش الصهيوني ولدبابة الميركافا".

وأعلنت "غرفة العمليات المشتركة"، التي تضم الأذرع المسلحة للفصائل الفلسطينية، الإثنين الرد على استشهاد سبعة فلسطينيين، خلال تصديهم لتسلل قوة إسرائيلية خاصة، مساء الأحد الماضي، جنوبي قطاع غزة، والذي بدأته باستهداف حافلة تقل جنودا قرب الحدود الشمالية للقطاع، باستخدام صاروخ "كورنيت" الموجّه؛ والذي يعتبر، وفق مراقبين أمنيين، من الأسلحة المتطورة. 

وبثت فضائية الأقصى التابعة لحماس، مساء الإثنين، مشاهد لعملية استهداف الحافلة. 

ولاحقا أعلنت الفصائل أنها بدأت بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ ردا على استشهاد الفلسطينيين السبعة الأحد الماضي. 

الدلالات

بدوره، قال المحلل المختص في "الشؤون الأمنية"، "إبراهيم حبيب"، إن استخدام صواريخ "كورنيت" في بداية المواجهة، وبهذه القوة، يوجّه رسالة مهمة لإسرائيل أن "المقاومة لديها قوة أكبر مما تتخيله".

وأضاف:" عادة ما تبدأ المقاومة بالتدرج في استخدام القوة العسكرية، بدءاً من الأقل تأثيراً للأكبر تأثيراً". 

ويعتقد أن استخدام "كورنيت" مع بداية التصعيد يكشف "عن القوة الكبيرة التي تمتلكها المقاومة والقادرة على ردع إسرائيل". 

وتابع قائلا: "هذا الصاروخ واضح أن القوة التدميرية له كبيرة واستطاعت أن تحرق الحافلة بشكل كامل ما كان له مردود سلبي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والجيش". 

ويلفت "حبيب" إلى أن تمكّن المقاومة الفلسطينية من تسجيل فيديو استهداف الحافلة بصاروخ "كورنيت الموجّه"، يعتبر مؤشراً خطيراً لإسرائيل ويلقي بتداعياته السلبية على الداخل. 

واستكمل قائلاً:" الفيديو أظهر إسرائيل بصورتها الضعيفة، وهو الأمر الذي حاولت مواراته".

توقيت استخدامه 

المحلل والمختص في "الشؤون الإسرائيلية" "عدنان أبو عامر"، قال إن استخدام صواريخ كورنيت والقذائف الموجهة "تغلُب عليه الندرة والتباعد، نظرا لنتائجه الثقيلة على الاحتلال، وإمكانية أن يستتبع ردود فعل قاسية". 

وأوضح في مقال نشره على موقعه الالكتروني، أن القوة التدميرية للكورنيت، تدفع فصائل المقاومة، لاستخدامه فقط في "المواقف المفصلية والحساسة، التي تريد منها جباية ثمن باهظ من الاحتلال". 

ويرى "أبو عامر" أن المقاومة "أخذت أبعادا متقدمة في استخدام أساليب جديدة ومتطورة في استهداف جنود الاحتلال والمستوطنين، من بينها صواريخ كورنيت الموجّه، والذي يتم استخدامه في أحيان متباعدة". 

ويتابع قائلاً:" تشكل صواريخ كورنيت، رغم تباعد استخدامها من المقاومة، تحولا في أساليبها، وتتمثل في تكتيك جديد يقوم على اعتبار البندقية والصاروخ أفضل من القنبلة، وهو ما يراه الخبراء خطوة قد تؤدي لتسهيل العمليات ضد قوات الاحتلال، والحصول على قدر أكبر من التبرير السياسي". 

ليست المرة الأولى 

الكاتب والمحلل السياسي "مصطفى الصواف"، قال إن استهداف المقاومة الفلسطينية للجانب الإسرائيلي بصواريخ "كورنيت"، مساء الإثنين، لم يكن للمرة الأولى. 

وأوضح أنه خلال الحرب الأخيرة، التي شنّتها (إسرائيل) على قطاع غزة صيف 2014، استخدمت المقاومة في المراحل الأخيرة منها، صواريخ كورنيت. 

وأشار إلى أن استخدام ذلك النوع من الصواريخ المتطورة، "أجبر إسرائيل على الانصياع للتهدئة".

وتابع: "استخدام كورنيت خلال الحرب الأخيرة (2014)، أضر بإسرائيل كثيراً وبالمناطق المحاذية للقطاع". 

ولفت إلى أن استخدام "فصائل المقاومة الفلسطينية لصواريخ كورنيت يتم بشكل متباعد، ومنضبط، نظراً لآثاره الخطيرة". 

واستبعد وجود ربط بين استخدام صواريخ كورنيت، خلال موجة التصعيد الحالية، وبين رغبة الفصائل في جر القطاع إلى معركة مفتوحة جديدة. 

وفي ذلك الصدد، قال: "المقاومة لا تريد أن تجر قطاع غزة إلى معركة مفتوحة، لكن أيضاً لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الإرهاب الاسرائيلي". 

واعتقد "الصواف" أن المقاومة الفلسطينية أرادت أن توجّه رسالة لـ(إسرائيل) من خلال استهدافها للحافلة الإسرائيلية، مفادها "أنها قادرة على إيقاع الأذى بالجنود، ولديها إمكانيات لتفعل ذلك، وعليها أن تحذر".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

المقاومة حماس الفصائل الفلسطينية محمد كوثراني