أكدت مصادر عسكرية يمنية، الأربعاء، أن القوات الحكومة اليمنية، التي تقاتل "الحوثيين" في مدينة الحديدة، غربي البلاد، تلقت أمرا بوقف الهجوم.

وأوضح ثلاثة من القادة الميدانيين في الحديدة، أن الأوامر التي تلقوها من رؤسائهم تفيد بوقف "أي تصعيد عسكري وأي تقدم" في المدينة التي تضم ميناء يشكل شريان حياة لملايين السكان.

جاء ذلك بعد أسبوعين من المعارك العنيفة بالمدينة الساحلية، خلّفت مئات القتلى، وتطورت من الاشتباك العنيف إلى التراجع، مساء الإثنين، قبل أن تتحوّل إلى اشتباكات متقطعة الثلاثاء، وتتوقف اليوم.

ووضع الحوثيون عبوات ناسفة وألغاما في محيط ميناء الحديدة، الواقع في شمال المدينة التي تخضع لسيطرة الميليشيا المناوئة لحكومة "عبدربه منصور هادي" منذ عام 2014، ولم يعلنوا عبر وسائل الاعلام المتحدثة باسمهم عن تطورات ميدانية جديدة لليوم الثاني على التوالي.

ويخشى سكان في الحديدة أن تقوم القوات الموالية للحكومة بفرض حصار على المدينة في حال تمكّنت من إغلاق طريق رئيسي في شمالها هو منذ أسابيع الطريق البري الوحيد الذي يربط المدينة بالمناطق الاخرى. 

وقصفت القوات الحكومية مبنى صغيرا عند أحد مداخل ميناء الحديدة، حسبما أفادت مصادر متطابقة، وهو القصف الأول من نوعه منذ اشتداد حملة القوات الموالية للحكومة على المدينة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وتقود الإمارات القوات اليمنية الحكومية في معاركها مع "الحوثيين" بالحديدة، وجمعت في بداية العام 3 قوى عسكرية غير متجانسة ودرّبتها لشن الهجوم على ساحل البحر الأحمر باتجاه الميناء.

وقبل أسبوع، دعا وزير الخارجية البريطاني "جيريمي هانت" مجلس الأمن الدولي؛ لاتخاذ إجراء جديد ينهي الحرب الدائرة في اليمن، مشددا على ضرورة أن يتم تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة هناك، بينما لم يحدد العمل الذي ستقوم به بريطانيا على وجه الدقة.

وجاءت دعوة "هانت" في إطار زيادة الضغط الغربي على السعودية لإنهاء الحرب، مع مواجهتها غضبا عالميا بشأن مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"، في قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يذكر أن حرب اليمن بدأت في 2014 بين "الحوثيين" والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس/آذار 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة ""الحوثيين"" على مناطق واسعة بينها صنعاء.